تحدث وزير الداخلية العراقي الأسبق، باقر جبر الزبيدي، عن نقل 100 من عائلات تنظيم “الدولة الإسلامية” من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا إلى مخيم “الجدعة” في محافظة نينوى العراقية.
وذكر الزبيدي، عبر صفحته في “فيس بوك“، الجمعة 30 من نيسان، أن معلومات أولية تفيد بنقل 100 عائلة مكونة من 700 فرد من “الهول” إلى “الجدعة” الذي يشكو من “عدم الاستقرار الأمني وتسرب الإرهاب إليه”، رغم التحذيرات من “خطورة” إعادة عائلات التنظيم.
ووصف الزبيدي خطوة نقل هذه العائلات بـ”الخطيرة”، وجرت دون دراسة أو تخطيط حقيقي، مشيرًا إلى أنها ستتسبب في الكثير من المشكلات الأمنية والاجتماعية، التي ستفتح باب “الإرهاب” من جديد، بحسب تعبيره.
وقال إن إعادة عائلات تنظيم “الدولة” تتطلب دورات تأهيلية مكثفة، للقضاء على “الفكر المتطرف السلفي الجهادي المتغلغل في نفوس النساء والأطفال”، معتبرًا أن نساء مقاتلي التنظيم وأطفالهم “لديهم القدرة والاقتناع بتنفيذ عمليات انتحارية بصورة أكبر من الرجال”.
وأضاف، “هذا الخرق الأمني تصاحبه عمليات نقل معدات ضخمة من سوريا ومناطق أردنية حدودية إلى العراق، وعمليات استطلاع مكثفة في هذه المناطق، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الوضع الأمني العام للمنطقة عامة والعراق خاصة”.
وكانت صفحة “مخيم الهول نيوز” المحلية، التي تنقل أخبار النساء في مخيم “الهول”، ذكرت، في 29 من نيسان الماضي، أن عملية نقل للعائلات التي تريد العودة إلى العراق ستتم تحت مسمى “عائلات إرهابيين” إلى مخيم “أسوأ” من مخيم “الهول” مجهز مسبقًا، وهو مخيم “الجدعة”.
وفي شباط الماضي، قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية إغلاق مخيم “الجدعة” في محافظة نينوى نهائيًا، والذي يؤوي 1300 عائلة، 950 منها من عائلات مسلحي تنظيم “الدولة”.
وكانت الحكومة العراقية أنشأت 15 مخيمًا في محافظة نينوى، منذ منتصف عام 2014، لإيواء العوائل التي نزحت جراء حرب التنظيم في العراق، جميعها أُغلقت بنهاية العام الماضي، باستثناء مخيم “الجدعة”.
ويدعو مسؤولون أمميون بشكل دوري إلى إعادة عشرات الآلاف من النساء والأطفال المشتبه بصلتهم بتنظيم “الدولة” إلى بلدانهم الأصلية، محذرين من أن العديد منهم أصبحوا “متطرفين” في مخيمات “متدهورة” في سوريا والعراق.
وأمس، الجمعة، سلّمت “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا 92 طفلًا وامرأة من ذوي الجنسية الأوزبكية لحكومة بلادهم.
وبلغ عدد قاطني مخيم “الهول” نحو 62 ألف شخص، يشكّل العراقيون نحو نصفهم (أكثر من 30 ألفًا و700 شخص)، والسوريون 22 ألفًا و616 شخصًا، والأجانب أقل من تسعة آلاف، حسب إحصائية نقلتها وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية” عن إدارة المخيم، في 13 من كانون الثاني الماضي.
وشهد المخيم تدفق أعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة”، خلال شن “قسد” مدعومة بالتحالف الدولي هجومًا ضد معاقله الأخيرة، إذ تمكنت من السيطرة عليها معلنة عن إنهاء التنظيم في 23 من آذار 2019.
–