خندق وأدوات متطورة.. أساليب عراقية لضبط الحدود مع سوريا
نشطت السلطات العراقية في عملية ضبط الحدود المشتركة مع سوريا منذ بداية العام الحالي، للتخفيف من تنقلات ما تصفها بـ”المجموعات الإرهابية” بين حدود البلدين، حسب تصريحات المسؤولين العراقيين.
وبدأت هذه المحاولات بعد إعلان العراق عن القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في أراضيه أواخر 2017.
ويغيب دور حرس الحدود في قوات النظام السوري في عملية ضبط الحدود، حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على المناطق الشمالية من الحدود (محافظة الحسكة وجزء من دير الزور)، والميليشيات الإيرانية في البوكمال، والقوات الأمريكية مع فصائل من “الجيش الحر” في منطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن.
وبقيت المنطقة بين التنف والبوكمال لا تخضع لسيطرة أي من الجهات دخل الأراضي السورية، وهي ممر عبور بين مناطق البادية في سوريا والعراق، التي ينشط فيها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
أساليب متعددة لضبط الحدود
وتنوعت أساليب العراق في ضبط الحدود، إذ نصب أبراج مراقبة تحتوي على قدرات وأجهزة مراقبة متطورة وكاميرات حرارية، وكذلك أسلاك شائكة، إضافة إلى حفر خندق، وتسيير طائرات دون طيار للرصد والاستطلاع، بالتعاون مع النظام السوري والتحالف الدولي.
ونصبت قوات حرس الحدود العراقية أكثر من 150 برجًا للمراقبة في القطاع الخاص بجبل سنجار شمال غربي العراق، ضمن تحصينات خاصة لتأمين الحدود مع سوريا في 25 من آذار الماضي.
وكانت السلطات العراقية كشفت، في 21 من آذار الماضي، عن تسلّمها أبراجًا وكاميرات مراقبة حرارية من التحالف الدولي، لمراقبة الحدود السورية- العراقية، موضحة أن الأبراج ستسهم في مراقبة عناصر تنظيم “الدولة”.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، حينها إن السلطات العراقية تعمل في مناطق الحدود التي تربطها مع سوريا وفي بعض المناطق التي من الممكن أن تستخدم بها التكنولوجيا وخاصة المفتوحة والتي قد يستخدمها عناصر التنظيم للتسلل إلى العراق.
وفي 17 من آذار الماضي، أعلنت “قيادة العمليات المشتركة العراقية” عن استكمالها إغلاق نحو 140 كيلومترًا من الحدود مع سوريا، ما يهدف إلى منع تسلل عناصر تنظيم “الدولة”، موضحة أن هناك تنسيقًا مع روسيا وسوريا وإيران فيما يتعلّق بمواجهة التنظيم.
ويبلغ طوال الحدود العراقية- السورية 610 كيلومترات تقريبًا، والجزء غير المحصّن منها تقريبًا 220 كيلومترًا مع قوات “البيشمركة” في إقليم كردستان، بحسب “قيادة العمليات المشتركة”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن الناطق باسم “العمليات المشتركة العراقية”، اللواء تحسين الخفاجي، في آذار الماضي، أن إغلاق الحدود جرى من خلال حفر خندق بعمق ثلاثة أمتار وبعرض ثلاثة أمتار، ووضع “سدة” ترابية وأسلاك شائكة وأبراج وكاميرات مراقبة وصلت من التحالف الدولي، لافتًا إلى أن العمل جارٍ لإغلاق الجزء “غير المحصّن”.
تضم العمليات المشتركة العراقية وزارة الدفاع ووزارة الداخلية و”جهاز مكافحة الإرهاب” و”جهاز الأمن الوطني” و”جهاز المخابرات” و”قيادة القوات البرية” و”قيادة الدفاع الجوي” و”قيادة طيران الجيش” و”قيادة القوة الجوية”، إضافة إلى “هيئة الحشد الشعبي” ووزارة “البيشمركة” الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق. |
وتحدث عن وجود تنسيق مع الجانب السوري فيما يخص تأمين الحدود من خلال مركز “الأمن الرباعي” الموجود في وزارة الدفاع العراقية، والذي يضم كلًا من روسيا وسوريا وإيران إضافة إلى العراق.
ويؤمّن المركز تنسيقًا بين الضباط العراقيين والضباط السوريين والضباط الروس والإيرانيين، “هدفه العمل التعاوني في مجال تبادل المعلومات وحركة القطعات وملاحقة التنظيمات الإرهابية”، بحسب ما أوضحه الخفاجي.
وفي 28 من كانون الثاني الماضي، أمّنت قيادة العمليات المشتركة أكثر من 450 كيلومترًا بالكامل بالأبراج والأسلاك الشائكة، من الحدود.
وألقت السلطات العراقية القبض على سوريين خلال محاولتهم الدخول إلى العراق عبر طرق التهريب، إذ أعلنت عن قبضها على مجموعتين في شباط الماضي.
كما أطلقت القوات العراقية حملات أمنية لملاحقة فلول تنظيم “الدولة”، وتمشيط الحدود مع سوريا.
واشتبك عناصر من قوات “البيشمركة” التابعة لإقليم كردستان العراق مع مجموعة متسللة من سوريا شرقي محافظة الحسكة في كانون الثاني 2020.
وبحسب اللواء يحيى رسول، ركزت السلطات العراقية جهودها بضبط الحدود أولًا على المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، بسبب وجود مجموعات “إرهابية”.
حديث سابق عن تأمين الحدود
نقلت وسائل إعلام عراقية عن قائد حرس الحدود، الفريق الركن حامد الحسيني، في حزيران 2018، قوله إنه جرى إنشاء جدار شائك مزود بأنظمة مراقبة متطورة على مسافة 600 كيلومتر على طول الحدود السورية- العراقية.
وستكون هناك دوريات أمنية على مدار الساعة تراقب المنطقة الحدودية لمنع أي تسلل لخلايا التنظيمات “الإرهابية”.
وأكد الحسيني أن حدود العراق أصبحت محمية بشكل جيد ضد أي محاولات تسلل أو تخريب، وقال “لن يستطيع المتسللون ولا المهربون ولا الإرهابيون اختراق حدودنا مستقبلًا”.
إلا أن تنظيم “الدولة” سواء في العراق أو سوريا، لم ينتهِ بشكل كامل، وما زال ينفذ عمليات أمنية.
وأنشأت “قسد”، في أيار 2018، نقاطًا مشتركة مع القوات العراقية على الحدود امتدت لمسافة 22 كيلومترًا بدءًا من نهر “الفرات” باتجاه الشمال الشرقي، بعد طرد تنظيم “الدولة” من قرية الباغوز “الاستراتيجية” في آذار من العام نفسه.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :