قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن بلاده ترحب بـ”تغيير اللهجة” السعودية، كما دعا إلى البدء بفصل جديد من العلاقات بين البلدين، وذلك “من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”.
وصرح، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “فارس“، الخميس 29 من نيسان، أنه “في ظل الرؤى البناءة والأسلوب المرتكز على الحوار، بإمكان هذين البلدين المهمين في المنطقة والعالم الإسلامي تجاوز الخلافات والدخول في فصل جديد من التعاطي والتعاون لنيل السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية”.
وجاءت هذه التصريحات ردًا على ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أوضح خلال مقابلة تلفزيونية، في 28 من نيسان الحالي، أن “إيران دولة جارة، وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها”.
وأضاف، “لا نريد أن يكون وضع إيران صعبًا، بالعكس نريدها مزدهرة وتنمو، لدينا مصالح فيها، لديهم مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار”.
المبعوث الأمريكي إلى اليمن في سلطنة عُمان والسعودية
شكّلت سيطرة “الحوثيين” على العاصمة اليمنية صنعاء في أيلول 2014، صراعًا بين السعودية التي تدعم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وإيران التي تدعم جماعة “الحوثيين” (أنصار الله).
وبدأت الحرب في اليمن بين التحالف العربي المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية من جهة والمتمردين “الحوثيين” مع سيطرتهم على شمالي اليمن، الأمر الذي دفع التحالف إلى حملة جوية مدمرة، بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليًا.
وتصاعد النزاع في آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري دعمًا للقوات الحكومية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن المبعوث الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، توجه إلى السعودية وسلطنة عُمان لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين في البلدين.
وحسب بيان الخارجية، فإن المباحثات “ستركز على ضمان وصول السلع والمساعدات الإنسانية في أنحاء اليمن بانتظام ودون عوائق، ودعم وقف دائم لإطلاق النار وانتقال الأطراف إلى عملية سياسية”.
من جهته، قال ولي العهد السعودي في تصريحاته الأخيرة، إنه يتمنى قبول “الحوثيين” وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، للتوصل إلى حل يضمن حقوق جميع الأطراف اليمنية ومصالح دول المنطقة.
وتزامنت زيارة المبعوث الأمريكي إلى اليمن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى دول الخليج.
وزار ظريف أمس، الخميس، سلطنة عُمان، إذ أعرب في أثناء اجتماع في العاصمة مسقط عن أسفه لأوضاع حرب السنوات الست على الشعب اليمني، ودعا إلى إنهاء الاقتتال ورفع الحصار عن البلاد.
الولايات المتحدة تحوّل تركيزها بعيدًا عن الشرق الأوسط
قالت مجلة “foreign policy” الأمريكية في تقرير لها أمس، الخميس، إن من أهم أسباب تغير موقف ولي العهد السعودي 180 درجة هو تزايد الدلائل على أن الولايات المتحدة جادة في تحويل تركيزها بعيدًا عن الشرق الأوسط.
وذكرت المجلة أن الصراع في المنطقة أجبر القوى على اكتشاف دبلوماسيتها الخاصة، على عكس التوقعات القاتمة لمؤسسة السياسة الخارجية لواشنطن، إذ لم تنفجر الفوضى بسبب الانسحابات العسكرية الوشيكة للولايات المتحدة من المنطقة، بدلًا من ذلك، اندلعت الدبلوماسية الإقليمية.
وبحسب المجلة، كانت تعليقات محمد بن سلمان على الأرجح إشارة إلى محادثات سرية بين إيران وجيرانها العرب في العراق، والتي ذكرت لأول مرة في صحيفة “Financial Times”، وكانت تهدف إلى تخفيف التوترات ووضع حد للحرب في اليمن.
ومن الأسباب أيضًا، وفق المجلة، بدء الولايات المتحدة بالانفصال عسكريًا عن الشرق الأوسط وبدء سحب قواتها.
خلال الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2020، تعهد بايدن بسحب “الأغلبية العظمى” من القوات الأمريكية من أفغانستان، وقطع المساعدات عن السعودية لحربها في اليمن، وإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، وهي قرارات تتناسب تمامًا مع أجندة تقليص دور الولايات المتحدة في المنطقة.
–