أعلن البيت الأبيض بدء انسحاب القوات الأميريكية من أفغانستان، وإرسال تعزيزات عسكرية لحمايتها.
وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في تصريحات صحفية، الخميس 29 من نيسان، إن عملية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بدأت بشكل رسمي.
وأضافت أن “تعزيزات عسكرية تشمل قاذفة قنابل وحاملة طائرات أُرسلت إلى المنطقة لحماية القوات الأمريكية، وضمان انسحابها في ظروف سلسة”.
وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن عناصر من القوات الخاصة ستنتشر في أراضٍ أفغانية بشكل مؤقت، لتوفير الحماية للقوات الموجودة هناك.
ولفتت إلى أن القيادة الوسطى الأمريكية وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، ستعمل على تقييم الأوضاع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بهدف ضمان المرونة لنقل قدرات عسكرية إلى داخل أفغانستان وخارجها وفقًا لما تتطلبه حماية الجنود الأمريكيين.
ورغم كون تلك الإجراءات ستزيد من أعداد القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي الأفغانية، فإن بيير أكدت التزام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسحب جميع قوات بلاده من أفغانستان بحلول أيلول المقبل، على أن يتم ذلك بشكل “آمن، ومدروس وغير متسرع”.
وفي خطابه الأول أمام الكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، تطرق بايدن إلى عدة نقاط محلية ودولية، من بينها محاربة أمريكا للإرهاب في الشرق الأوسط، المتمثل في تنظيمات إرهابية كـ”القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب ما نقلته وكالة “CNBC”.
وقال بايدن، “لم نخطئ، لقد تطور التهديد الإرهابي خارج أفغانستان منذ عام 2001، وسنظل يقظين ضد التهديدات الموجهة للولايات المتحدة أينما كانت. تنظيما (القاعدة) و(داعش) موجودان في اليمن وسوريا والصومال وأماكن أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط وما وراءهما”.
وتعهد الرئيس الأمريكي بالبقاء متيقظًا تجاه تطور التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة، بما في ذلك التهديدات من الجهات الفاعلة المحلية، لافتًا إلى أن قراره بالانسحاب من أفغانستان لن يردع ذلك.
وقال بايدن، “لدينا أفراد خدمة في أفغانستان لم يولدوا بعد في 11 من أيلول، بعد 20 عامًا من الشجاعة والتضحية الأمريكية، حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن، حتى ونحن نفعل ذلك، فإننا سنحتفظ بقدرة فوق الأفق لقمع التهديدات المستقبلية للوطن”.
وكان بايدن أعلن، في 14 من نيسان الحالي، عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان ينتهي بحلول 11 من أيلول المقبل.
وفي كلمة له من الغرفة التي أعلنت الحرب على أفغانستان في عام 2001 بالبيت الأبيض قال بايدن، “حان الوقت لإنهاء أطول حرب لأمريكا”.
واختار بايدن تاريخًا رمزيًا مستهدفًا ضبط خطط الانسحاب في الذكرى الـ20 لهجمات “القاعدة”، في 11 من أيلول 2001، لتحديد نهاية أطول حرب للجيش الأمريكي، بعد أن كلفت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات على الجهود المبذولة لمكافحة التهديدات من “المتطرفين الأجانب”.
وسعت الولايات المتحدة للتوسط في محادثات السلام الدولية بما يخص أفغانستان خلال عام 2020، التي توقفت إلى حد كبير، بينما قال حلفاء “الناتو” إنهم سيحتاجون إلى دعم لوجستي أمريكي لسحب القوات من أفغانستان.
ويشارك نحو 2500 جندي أمريكي في مهمة “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) في أفغانستان، البالغ قوامها 9600 جندي.
–