انخفاض منسوب نهر “الفرات” بشكل “حاد”.. “الإدارة الذاتية” تتهم تركيا بحجز المياه

  • 2021/04/30
  • 12:17 م

نهر الفرات بريف مدينة عين العرب (كوباني) بعد انخفاض منسوبه - 25 من نيسان 2021 (نورث برس)

انخفض منسوب نهر “الفرات” بشكل “حاد” في سوريا، وسط مخاوف من مخاطر بيئية وخدمية على سكان المنطقة.

وقال مراسل عنب بلدي في الرقة اليوم، الجمعة 30 من نيسان، إن منسوب النهر انخفض بشكل حاد، وسط مخاوف من المزارعين بتأثر محاصيلهم، كونهم يعتمدون على النهر في سقايتها.

وتقدر نسبة الانخفاض، بحسب “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، بأكثر من خمسة أمتار من منسوب النهر، وتزيد على أربعة أمتار في بحيرة “سد تشرين”، وفي بحيرة “سد الفرات” (الأسد) تزيد نسبة الانخفاض على ثلاثة أمتار.

وتتهم “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة تركيا بحبس مياه نهر “الفرات” منذ 27 من كانون الثاني الماضي، عبر ضخ كمية لا تزيد على 200 متر مكعب في الثانية من المياه إلى الأراضي السورية.

والكمية أقل من المتفق عليها بين سوريا وتركيا عام 1987، وهي 500 متر مكعب في الثانية إلى الأراضي السورية، بينما يحصل العراق على نحو 60٪ من هذه الكمية.

ويهدد التلوث مياه النهر بفعل توقفها، وخروج الأصداف إلى ضفاف النهر الذي يمر في سوريا بطول 600 كيلومتر.

وأعلنت “هيئة الطاقة في إقليم الفرات والجزيرة” عن تخفيض ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، بسبب الانخفاض “الهائل” في منسوب مياه نهر “الفرات”.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مصادر في حكومة النظام السوري، أن التيار الكهربائي انقطع عن محافظة الحسكة بشكل شبه تام منذ فجر أمس، الخميس، بسبب توقف العمل في عنفات توليد الطاقة الكهربائية في سدي “تشرين” بريف حلب و”الفرات” بريف الرقة، بسبب انخفاض منسوب نهر “الفرات”.

وأوضحت المصادر أن عمل عنفات توليد الكهرباء يقتصر حاليًا على عنفة واحدة، من أجل تغذية مطاحن الحبوب ومحطات ضخ مياه الشرب فقط.

وأطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم “أطلقوا حصة سوريا من مياه نهر الفرات”، و”الفرات ينحسر”.

وتداولوا عبر الوسم مقاطع مصوّرة وصورًا لانخفاض مستوى المياه.

اتهام لتركيا

اتهم الرئيس المشارك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، رياض درار، تركيا باستخدام المياه كسلاح لتصبح المنطقة تحت طوعها، وحذر من تداعيات مخيفة في حال استمر حبس مياه نهر “الفرات”، وكشف عن أنهم سيطالبون فرنسا والدول الأوروبية بالضغط على تركيا.

وتحدث رئيس “مسد” لوكالة “هاوار“، بحسب ما نشرته اليوم، الجمعة 30 من نيسان، عن ردود “خجولة” على الرسائل والخطابات إلى الأمم المتحدة والمطالبات.

وقال درار، “منذ فترة تكرر تركيا مسألة حجز مياه نهر الفرات، وهذا الأمر مقصود به الإساءة لكل المنطقة لتصبح تحت طوعها وليدرك السوريون في مرحلة الضعف هذه أنه ليس لهم إلا أن يستعيدوا قرارهم، ليستطيعوا مواجهة هذا الضغط التركي عليهم”.

وأضاف، “المشكلة تتعلق بالواقع السوري السيئ المتراجع، وبضعف الحكومة السورية التي لا تفكر إلا بوجودها واستمرارها وبقائها في المواقع التي هي فيها، دون رعاية حقيقية لشعبها”.

بدوره، قال “مجلس الرقة المدني” أمس، الخميس، إن تركيا تستخدم المياه كسلاح للابتزاز والضغط على “الإدارة الذاتية” في شمالي وشرقي سوريا.

وطالب مجلس الأمن الدولي، في 23 من نيسان الحالي، الأطراف في سوريا بحماية المدارس والمستشفيات وشبكات الكهرباء وإمدادات المياه وغيرها من البنى التحتية.

آثار بيئية

رئيس تحرير مجلة “أخبار البيئة”، زاهر هاشم، قال لعنب بلدي، إن مياه الصرف الصحي التي تنتهي في مجرى النهر، إضافة إلى الملوثات النفطية والنفايات الصناعية، أسباب تؤدي إلى التلوث البيئي للأنهار، ويزداد هذا التلوث كلما اقتربنا من المدن.

وأضاف أن انخفاض مستوى المياه في مجرى النهر، خصوصًا في أشهر الصيف، يؤدي إلى نفوق الثروة السمكية والكائنات الحية الأخرى كالمحار، وتسبب الأحياء النافقة أيضًا بتلوث عضوي فضلًا عن خسائر اقتصادية.

وأشار الصحفي المتخصص بشؤون البيئة، إلى أن زيادة تركيز الملوثات التي يسببها انخفاض مستوى المياه في الأنهار تزيد البكتيريا في المياه، ونمو الطحالب على ضفاف النهر.

وأوضح أن تلوث النهر يؤدي أيضًا إلى مشكلات صحية للسكان الذين يعتمدون عليه في الزراعة والشرب، بسبب انخفاض كفاءة محطات المعالجة، إذ تصبح المياه غير صالحة للشرب، كما تنتقل الملوثات عبر مياه الري إلى المزروعات.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية