خدام يتحدث عن خلافات بين إيران وسوريا حول مقتل عناصر من “حزب الله”
عرضت صحيفة “الشرق الأوسط” في الجزء الرابع من مذكرات نائب رئيس النظام السوري، عبد الحليم خدام، الخلاف بين سوريا وإيران حول استجابة “حزب الله” للخطة الأمنية للجيش السوري، مقتل عدد من عناصره باشتباك.
وكان وفد من القيادات الإسلامية في بيروت يضم قادة من مختلف المذاهب وصل إلى سوريا، منتصف شباط 1986، والتقى مع “القيادة”، وعرض الأوضاع و”الحالة المزرية لسكان بيروت، وطلب تدخل سوريا عبر قوة أمنية لفرض الأمن”، حسب خدام.
وانهار الأمن في بيروت في العامين 1986 و1987، ونشطت حركة الميليشيات في أعمال السرقة والسلب، وحتى الاقتتال فيما بينها، كـ”حركة أمل” و”المرابطون” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” و”الحزب الشيوعي” و”حزب الله.
وأرسلت القيادة السورية وحدة عسكرية، بعد وضع خطة أمنية لبيروت، تضمنت إغلاق مقرات الميليشيات ومصادرة السلاح.
لكن خلال العملية جرت اشتباكات بين “حزب الله” والجيش السوري، خلال طلب الأخير من “حزب الله” إخلاء “ثكنة فتح” التابعة له، إلا أنه خلال عملية الاستلام أطلق النار على جنود الجيش السوري ما أدى إلى مقتل عدد منهم، ليرد على مصدر النيران ويستولي على الثكنة ما أدى إلى مقتل 22 شخصًا، حسبما ورد في مذكرات خدام.
https://www.enabbaladi.net/archives/477099
واعترض السفير الإيراني حينها، حسن أختري، على قتل عناصر “حزب لله”، إضافة إلى أمور أخرى كإفراغ المقرات وأخذ السلاح منهم، إلا أن خدام رد بأن هذا الأمر مطبق على جميع الجهات في مناطق بيروت التي تشملها الخطة الأمنية.
وبعد إلحاح من قبل السفير الإيراني على مقتل عناصر “حزب الله”، وأنه كان من الممكن تفادي ذلك ودفاعه المتكرر عنه، رد خدام: “هل من المعقول أن يكون وزن حزب الله لدى إيران أكبر من وزن سوريا؟ إذا كان الأمر كذلك، فالحقيقة أن الوضع مؤلم، ونحن نؤمن بأن العلاقة مع إيران أهم من 100 تنظيم”.
وذكر خدام أنه عندما تأسس “حزب الله”، اعتبره النظام السوري صديقًا وقدم له المساعدة والدعم واستوعب جميع العمليات السيئة التي نفذها ضد “أصدقاء سوريا في لبنان وضد الجنود السوريين”.
وجرى التنبيه عدة مرات على وجود اختراقات في تنظيم “حزب الله” من قبل ثلاث جهات هي من قبل رئيس منظم التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، وجماعة العراق، المكتب الثاني اللبناني (المخابرات)، إلا أن التنبيهات السورية لم تعطَ الأهمية اللازمة من قيادة “حزب الله”.
https://www.enabbaladi.net/archives/477748
يعتبر خدام المولود في أيلول عام 1932 في بانياس بطرطوس أحد رجال الأسد الأب المقربين، وتدرج في حياته السياسية بعدة مناصب، بدءًا من محافظ حماة في ستينيات القرن الماضي، حتى وصوله إلى منصب نائب الرئيس.
ويُتهم خدام باستغلال منصبه خلال سنوات حكم الأسد الأب، وجمع ثروة تقدر بملايين الدولارات، وأهمها صفقة النفايات النووية ودفنها في تدمر، الأمر الذي نفاه مرارًا واتهم به ضابطًا في المخابرات العسكرية، وفق ما قاله في مقابلة مع قناة “العربية” في 2013.
وتوفي خدام على إثر نوبة قلبية في 31 آذار 2020 في فرنسا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :