يستعد وفد أمريكي رفيع المستوى لزيارة منطقة الشرق الأوسط، هذا الأسبوع، بهدف معالجة عدة قضايا من بينها تخفيف توتر الحلفاء إزاء المحادثات النووية الإيرانية.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، الأربعاء 28 من نيسان، عن مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سترسل وفدًا من كبار المسؤولين إلى الشرق الأوسط، حيث سيجرون زيارات مكوكية بين عدة دول عربية، وذلك بغية تهدئة مخاوف الحلفاء من المحادثات النووية الإيرانية ومعالجة القضايا المتعلقة بشراء الإمارات المزمع لطائرات “F-35” القتالية.
وأفادت الوكالة أن الخطط المبدئية ترجح زيارة الوفد لدول المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، موضحةً أنه سيرأس فريق مسؤولي وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، منسق سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بريت ماكجورك، ومستشار وزارة الخارجية، ديريك شوليت.
وتأتي هذه الزيارة في ظل قلق حلفاء أمريكا، من أن بايدن سيتجاهلهم على حساب إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو مواجهة الصين، فضلًا عن قلقهم من محاولته إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، في أثناء مناقشة الأمور الدبلوماسية، إن الوفد سيناقش قضايا مهمة مرتبطة بالأمن القومي للولايات المتحدة والجهود المستمرة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
وعند تولي بايدن المنصب في كانون الثاني الماضي، أعلن عن مراجعة لبيع 50 طائرة نفاثة بقيمة 10.4 مليار دولار محتملة تمت الموافقة عليها في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، بعد تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل.
في السياق قال أحد المسؤولين، “تسمح الإدارة بالمضي قدمًا في البيع على الرغم من أن لديها تساؤلات حول علاقات الإمارات مع الصين”، مستدركًا أنه لدى الولايات المتحدة مخاوف بشأن ضمانات أمن التكنولوجيا الإماراتية التي يجب معالجتها أو توضيحها قبل اكتمال بيع الطائرة الشبحية “F-35”.
إيران خارج دائرة الخلاف مع إسرائيل
وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي في تقرير نشره، الأربعاء 28 من نيسان، إن واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى نأي خلافهما بخصوص الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عن بقية الملفات، ومنها التعاون في قضايا أخرى تتعلق بإيران.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، تحفظ على ذكر اسمه، قوله، “قبل ست سنوات، كان يتم تسييس كل شيء، لكن ليس هذا هو الحال اليوم. الولايات المتحدة تحترم موقفنا بغض النظر عن الاتفاق”.
وأضاف، “أي من الجانبين لا يريد الانخراط في معركة علنية بخصوص إيران كل أسبوع، والذي من شأنه أن يمنعنا من إحراز تقدم في ملفات أخرى”.
وكان المسؤول الإسرائيلي ضمن الوفد الذي أجرى محادثات، الثلاثاء، مع مسؤولين أمريكيين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وترأسه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
ولفت المسؤول إلى أن الفريق الإسرائيلي كان قلقًا بشأن كيفية سير المحادثات مع الجانب الأمريكي، لكنه وعقب انتهائها عبّر عن رضاه البالغ عن الطريقة التي سارت بها الأمور.
وأشار الفريق الإسرائيلي خلال المحادثات إلى أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني، ستقلل من فرص وجود اتفاق أقوى وأطول أمدًا.
لكن الفريق رحب في الوقت نفسه بالمساهمة في صفقة أخرى محتملة تتبع المفاوضات حول الاتفاق النووي.
وكان الطرفان اتفقا خلال اجتماعهما، الثلاثاء، على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتركيز على التهديدات التي تشكّلها الصواريخ الإيرانية التي تزود بها حلفاءها في الشرق الأوسط.
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن الجانبين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل تركز على الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة التوجيه، التي تصنعها إيران وتزوّد بها جماعات موالية لها في منطقة الشرق الأوسط، مع تزايد التهديدات في الآونة الأخيرة.
من 20% إلى 60%
وكان تقرير لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” ذكر، في 22 من نيسان الحالي، أن إيران خفضت عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم إلى 60٪ في منشأة “نطنز” فوق الأرض، لتصبح مجموعة واحدة بدلًا من مجموعتين سابقًا، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.
وأفاد التقرير أن وكالة “الطاقة الذرية” تأكدت في 21 من نيسان، أن إيران غيرت نمط إنتاج سداسي فلورايد اليورانيوم المخصب، حتى نسبة تصل إلى 60% من “اليورانيوم 235” في المفاعل التجريبي لتخصيب الوقود النووي في “نطنز”.
وتستخدم إيران حاليًا مجموعة واحدة من أجهزة الطرد المركزي من طراز “IR6” التي تخصب حتى نسبة 60%، بينما يتم تحميل نفايات تلك العملية أو اليورانيوم المنضب إلى أجهزة “IR4” للتخصيب حتى 20%.
وكانت مجموعة أجهزة “IR4” تستخدم من قبل للتخصيب حتى 60%.
وتخصّب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة “فوردو”، الواقعة جنوب مدينة قم وسط البلاد، وهي نسبة أعلى بكثير من معدّل 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015.
ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية. ولطالما نفت إيران عزمها على حيازة السلاح النووي، متحدثة عن محظور أخلاقي وديني.
وجرى تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98% إلى 300 كيلوغرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67%، بحسب الاتفاق الذي لخّصته شبكة “bbc“.
ويستخدم اليورانيوم المخصب في المفاعلات النووية، وكذلك في الأسلحة النووية، ويمكن استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب في محطات الطاقة النووية، بينما يبلغ مستوى تخصيب اليورانيوم لإنتاج الأسلحة 90%، وهو ما تقترب منه إيران مع وصولها إلى نسبة تخصيب 60% لليورانيوم.
وتمتلك إيران عددًا من المنشآت والمواقع النووية الداخلة في تنفيذ برنامجها النووي الطموح، منها مفاعل “أراك” لإنتاج الماء الثقيل، ومحطة “بوشهر” النووية، ومنجم “غاشين” لليورانيوم، ومحطة “أصفهان” لمعالجة اليورانيوم، ومنشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم، وموقع “بارشين” العسكري، ومنشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم.