حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غربي سوريا، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي 2020.
وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم، الخميس 29 من نيسان، إن المحاولات ارتفعت بنسبة 86% عن أعداد محاولات الانتحار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020.
وسجلت المنطقة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي 246 حادثة انتحار، و1748 محاولة للانتحار.
وأوضحت المنظمة أن واحدة من كل خمس محاولات انتحار ووفيات مسجلة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020، تعود للأطفال، و42% ممن حاول الانتحار تبلغ أعمارهم دون 15 عامًا.
بينما يسجل المراهقون والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عامًا، حوالي 18% من الأعداد المسجلة.
ويرجع تزايد هذه الأرقام، في مناطق شمال غربي سوريا، لأسباب عديدة منها الوضع الاقتصادي في المنطقة، الفقر، نقص التعليم والتوظيف، العنف المنزلي، الزواج المبكر، العلاقات المحطمة، والتنمر في المجتمعات التي تعاني منذ عشرات السنين، وفقًا للتقرير.
مديرة الاستجابة لسوريا في منظمة “أنقذوا الأطفال”، سونيا كوش، قالت إنه “لأمر محزن للغاية أن يصل الأطفال إلى نقطة لايرون فيها مخرجًا آخر من حياة لا يمكنهم فيها الحصول على التعليم أو الغذاء الكافي أو المأوى المناسب”.
وبحسب التقرير، فإن 187 حالة وفاة ناجمة عن الانتحار، تعود لأشخاص هُجروا من ديارهم، ما اضطرهم للعيش بعد ذلك ظروف معيشية قاسية ضمن المخيمات المكتظة بالناس، ونقص البنية التحتية، وهي عوامل كافية لجعل الناس يشعرون بمزيد من الأسى.
ودعت منظمة “أنقذوا الأطفال”، الجهات المانحة والمجتمع الدولي، إلى زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية في المنطقة، لمحاولة منع الأسباب المحتملة لمشاكل الصحية النفسية.
وفي 20 من تشرين الثاني 2020، صُنفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان، والعراق، والكونغو، ونيجيريا، ومالي.
وتعتبر “أنقذوا الأطفال” من المنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم، مقرها بريطانيا وهي تؤمن بأن “كل طفل حول العالم يستحق المستقبل، نعطي الأطفال حول العالم البداية السليمة للحياة، والفرصة للتعلم والحماية من أي أذى”.
وبالإضافة إلى حماية الأطفال زمن الحروب، تعنى المنظمة أيضًا بمتابعة إنقاذ الأطفال من المشاكل الاجتماعية.