شكوك حول قدرة كندا على تحقيق هدف إعادة توطين اللاجئين لعام 2021
أظهرت بيانات حكومية أن عملية إعادة توطين اللاجئين في كندا تسير ببطء هذا العام، إذ أُعيد توطين نحو ألف لاجئ حتى مطلع آذار الماضي.
وأعادت كندا توطين أكثر من تسعة آلاف لاجئ العام الماضي في ظل انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وعلى الرغم من أن هذا الرقم يُعتبر أقل من نصف أي إجمالي منذ عام 2015 على الأقل، لا يزال يمثل حوالي 40% من العدد العالمي للاجئين المعاد توطينهم العام الماضي، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، الأربعاء 28 من نيسان.
وقالت الوكالة، إن البداية البطيئة لعملية إعادة التوطين في كندا تثير الشكوك حول قدرة البلاد على تحقيق هدفها لعام 2021، وهي “تلمع نفسها” كرائدة عالمية في إعادة توطين اللاجئين، وتترك أيضًا آلاف اللاجئين في “ضائقة بائسة” مع تدهور وضعهم بشكل متزايد.
وأضافت أن إعادة توطين اللاجئين تراجعت في جميع أنحاء العالم العام الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ قرابة عقدين، إذ أغلقت البلدان حدودها في مواجهة حالة طوارئ صحية عامة عالمية.
وتسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “جاهدة” لعكس هذا التدهور من خلال تأمين التزامات من الدول لجلب اللاجئين، بحسب الوكالة.
كما تسعى كندا إلى الاضطلاع بدور رائد في هذا الجهد العالمي، وقد تحدثت مع دول أخرى حول إنشاء تيارات لاجئين متخصصة.
وحددت البلاد هدفها لعام 2021 عند 36 ألف لاجئ، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، ونحو أربعة أضعاف إجماليه لعام 2020.
وقال المتحدث باسم وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة، ماركو مينديسينو، إن إجمالي عدد حالات إعادة التوطين حتى أوائل آذار الماضي تجاوز ألف شخص.
وأضاف مينديسينو، “إنني قلق بشأن التحديات المستمرة في نظامنا، لا سيما فيما يتعلق بقدرة شركائنا الدوليين على نقل الأشخاص عبر الحدود”.
وأشار إلى أن حكومته ما زالت “مصممة إلى حد كبير” على تحقيق هدفها، لكننا “نعترف تمامًا بأننا ما زلنا في خضم هذه الجائحة، وقد يكون لذلك تأثير”، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كانت كندا قادرة على تحقيق الهدف أم لا.
وجاء معظم اللاجئين المعاد توطينهم في كندا من إفريقيا والشرق الأوسط، بينهم 76 ألفًا و300 لاجئ سوري من أصل 160 ألفًا و490 لاجئًا، بين كانون الثاني 2015 وشباط 2021، بحسب ما نقلته الوكالة.
من جهته، قال كبير مسؤولي إعادة التوطين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مايكل كاساسولا، إن وضع اللاجئين يزداد سوءًا في غضون ذلك، إذ إن الحصول على الغذاء هو التحدي، والصحة العقلية للناس تتدهور، ويكافح الكثيرون لإعالة أنفسهم ماليًا، وخاصة أولئك الذين اعتمدوا في السابق على الحوالات التي جفت الآن.
وتحدث كاساسولا عن وجود “كل أنواع التحدي” بسبب جائحة “كورونا”، منها تحديات أساسية كنقل لاجئ من مخيم إلى مطار.
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أكد في بيان بمناسبة مرور خمس سنوات على استقبال كندا أول دفعة من اللاجئين السوريين، أن حكومته ستواصل تقديم الدعم الإنساني والحماية الدولية للاجئين، ومساعدتهم من خلال إعادة التوطين.
وأشار إلى ضرورة التعاون مع شركاء كندا الدوليين لمواصلة حماية اللاجئين الهاربين من الحرب أو العنف، والمضطهدين بسبب عقيدتهم أو انتمائهم السياسي أو توجههم الجنسي، من خلال العمل كمجتمع عالمي، وإيجاد حلول طويلة الأمد للعديد من التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون في جميع أنحاء العالم.
وألغت وزيرة الخارجية الكندية، كريستا فريلاند، في أيلول عام 2019، تعيين القنصل السوري الجديد في كندا، وسيم الرملي، قبل أيام من موعد بدئه بتنفيذ مهامه.
وأثار تعيين الرملي ردودًا مستهجنة في الأوساط السياسية الكندية، جراء تأييده المعلن للنظام السوري، واتهامه لمنظمة “الدفاع المدني” السورية بـ”الإرهاب”.
كما ماطلت الحكومة الكندية في استقبال عدد من أفراد منظمة “الدفاع المدني” المعروفة باسم “الخوذ البيضاء” مع عوائلهم، الذين وعدت بمنحهم اللجوء عام 2018، متذرعة بالمخاوف الأمنية، حسبما نقلت صحيفة “الغلوبال أند ميل” الكندية.
ولا تزال عشر عائلات لأفراد من “الدفاع المدني” في مخيم “الأزرق” للاجئين في الأردن، بعد أن أوفت كل من بريطانيا وألمانيا بتعهداتهما باستقبال عدد منهم، في حين استقبلت كندا 117 منهم في 2018.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :