قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن على تركيا، وجميع الحلفاء، الامتناع عن شراء المزيد من الأسلحة الروسية، كون ذلك يهدد بفرض مزيد من العقوبات على هذه الدول.
وأكد بلينكن خلال اجتماع ثنائي افتراضي جمعه بالرئيس النيجيري، محمد بخاري، الأربعاء 28 من نيسان، أنه “من المهم أيضًا للمضي قدمًا أن تتجنب تركيا، وجميع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، المشتريات المستقبلية للأسلحة الروسية، بما في ذلك صواريخ (S-400) الإضافية”.
ووفقًا لما نقلته وكالة “رويترز“، أضاف بلينكن أن إجراء أي معاملات مهمة مع كيانات دفاعية روسية مجددًا، يمكن أن تخضع للقانون، في إشارة إلى قانون “مكافحة أعداء أمريكا”، معتبرًا في الوقت نفسه أن فرض أي عقوبات جديدة سيكون منفصلًا عن العقوبات التي فُرضت في وقت سابق، وإضافة لها.
وكانت الولايات المتحدة فرضت، في كانون الأول 2020، حزمة عقوبات على أنقرة، على خلفية شراء الأخيرة واختبارها وتشغيلها منظومة “إس 400” الروسية للدفاع الجوي، الأمر الذي أدانته الخارجية التركية، مشيرة إلى أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد قرار العقوبات الذي أشارت إلى حتمية تأثيره السلبي على علاقات البلدين.
واستخدمت واشنطن في عقوباتها ضد أنقرة قانون “كاستا“، وهو قانون فيدرالي اعتمدته الولايات المتحدة لمعاقبة أعداء أمريكا، وجرى إقراره من قبل مجلس الشيوخ في تموز 2017، ووصف بلينكن القانون، بأنه مصمم لثني الدول عن شراء المعدات العسكرية من روسيا.
ومن جهة أخرى، أكد أن اعتراف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بما اعتبرها “مذابح الأرمن”، لم ولا ينبغي أن يكون مفاجأة، بالنظر إلى آراء بايدن طويلة الأمد حول قضية أرمينيا.
وفي 24 من نيسان الحالي، اعترف بايدن بحدوث إبادة جماعية بحق الأرمن، إبان حكم الدولة العثمانية، في منطقة الأناضول وسط تركيا.
هذا الاعتراف قوبل برفض تركي على لسان وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، الذي اعتبر بيان بايدن مبنيًا “على أساس الشعبوية”.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، في 26 من نيسان الحالي، عن مسؤول تركي رفيع لم تسمه في إدارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن رد أنقرة المحتمل على اعتراف بايدن قد يشمل تجميد العمل باتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي بين البلدين، وضرب القوات الكردية في سوريا.
واستبعدت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، حدوث تغيرات في طبيعة العلاقات بين البلدين على خلفية اعتراف بايدن.
وأوضح كيربي خلال مؤتمر صحفي عُقد، في 26 من نيسان الحالي، في مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، أنه يستبعد حدوث تراجع في الشراكة العسكرية مع تركيا بأي شكل من الأشكال، لافتًا إلى أن تركيا دولة مهمة في المنطقة وذات ثقل سياسي كبير، بالإضافة إلى كونها حليفًا مهمًا للولايات المتحدة وعضوًا فعالًا في حلف “الناتو”، بحسب تعبيره.
وتختلف واشنطن مع أنقرة في العديد من الملفات، من أبرزها الملف السوري ودعم الولايات المتحدة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الموضوعة على لوائح “الإرهاب” التركية، بالإضافة إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة “S-400” الروسية للدفاع الجوي، وعرقلة حصول أنقرة على مقاتلات “F-35″ الأمريكية منذ سنوات.
وفي 23 من نيسان الحالي، وخلال اتصال هاتفي هو الأول منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، اتفق الرئيسان التركي والأمريكي على عقد لقاء ثنائي على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) المرتقبة في حزيران المقبل، وفقًا لـ”الأناضول“.
–