شركة مقاولات دفاعية تمكنت من كشف تحركات القوات الأمريكية في سوريا

camera iconالقوات الأمريكية في سوريا (dw)

tag icon ع ع ع

كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن أن القوات الخاصة الأمريكية في سوريا كانت تُتابع تحركاتها في المنطقة، وذلك عبر معلومات موجودة على تطبيقات مدفوعة في هواتف الجنود الأمريكيين. 

وعن طريق هذه التطبيقات، يمكن الحصول على معلومات عن مواقع القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا التي كانت غير معلَنة وسرية.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته في 26 من نيسان الحالي، إن مجموعة بيانات ظهرت في عام 2016 عندما قامت شركة المقاولات الدفاعية الأمريكية “PlanetRisk Inc” بالعمل على نموذج أولي لبرنامج يهدف إلى مراقبة سفر اللاجئين السوريين من سوريا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، إذ كانت تهدف الشركة لبيع أداة التتبع الموجودة في التطبيقات لمسؤولي مكافحة الإرهاب والاستخبارات في الولايات المتحدة. 

واكتشف موظفو الشركة حينها أن باستطاعتهم تتبع العمليات العسكرية الأمريكية من خلال البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة تطبيقات مثل الطقس والألعاب وتطبيقات المواعدة على الهواتف المحمولة للجنود الأمريكيين. 

وذكرت الصحيفة أن البيانات تضمنت دليلًا على عمليات عسكرية أمريكية حساسة قامت بها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا، والتي يفترض أنها عمليات سرية. 

في حين أن مجموعات البيانات لا تحتوي على أسماء الجنود، إلا أنها تصور تحركاتهم، التي يمكن أن تكشف عن أدلة حول هوية الفرد، بحسب الصحيفة.

كما يمكن لمحللي البيانات في الشركة رؤية الهواتف التي جاءت من منشآت عسكرية في الولايات المتحدة، وسافرت عبر دول مثل كندا أو تركيا وانتهى بها المطاف في معمل “لافارج” للأسمنت المهجور في شمالي سوريا، وهي منطقة انطلاق للعمليات الخاصة الأمريكية وقوات التحالف في ذلك الوقت.

وبحسب الصحيفة، فإن الاكتشاف يمثل نظرة مبكرة على ما أصبح يمثل تحديًا كبيرًا للقوات المسلحة الأمريكية، وهو كيفية حماية أفراد الخدمة وضباط المخابرات وأفراد الأمن في عصر يتم فيه شراء البيانات التجارية الكاشفة للغاية التي يتم إنشاؤها بواسطة الهواتف المحمولة والخدمات الرقمية الأخرى وبيعها بكميات كبيرة وهي متاحة للشراء من قبل “أعداء أمريكا”.

فعندما تتبعت شركة “PlanetRisk” الإشارات الهاتفية من القواعد الأمريكية إلى مصنع الأسمنت السوري في عام 2016، لم يتم الكشف علنًا من قبل القوات الأمريكية عن أن المصنع كان يستخدم كمنطقة انطلاق للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها.

كما تمكنت الشركة من مراقبة تحركات القوات الأمريكية حتى في أثناء خروجها في دورية، ووفقًا لأشخاص مطلعين على الاكتشاف، فهو خطر أمني وعملياتي فتح المجال للاستهداف من قبل قوات معادية.

وحصلت صحيفة “وول ستريت جورنال” على بيانات الموقع للأجهزة الموجودة في نفس مصنع الأسمنت بين عامي 2017 و2018، إذ أعطت شركة “PlanetRisk” للصحيفة إمكانية الوصول إلى البيانات التاريخية في المناطق التي لم تعد تعمل فيها الولايات المتحدة.

وقام سمسار بيانات، بناء على طلب الصحيفة، بالبحث في قاعدة بياناته الخاصة بإشارات الهاتف في المنشآت العسكرية الأمريكية في سوريا والشرق الأوسط.

يُظهر هذا الرسم البياني الذي أعدته صحيفة “وول ستريت جورنال” المواقع التي تم فيها تعقب هواتف العسكريين.

تظهر البيانات في الصورة أعلاه أن برنامج التتبع تمكّن من تحديد أجهزة الجنود الأمريكيين في منشآت أمريكية مثل “Fort Bragg” في مدينة نورث كارولاينا الأمريكية، أو “Fort Hood” في تكساس، ثم في معسكر “بورينج” (Buehring) الذي تديره الولايات المتحدة في الكويت، قبل سفر الجنود الأمريكيين لاحقًا إلى مصنع أسمنت “لافارج” في شمالي سوريا.

ضربة أمريكية استهدفت مصنع “لافارج”

في تشرين الأول من عام 2019، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل ميليس كاجينز، إن ضربة أمريكية شاركت فيها مقاتلتان من طراز F-15″”، استهدفت مصنع “لافارج” للأسمنت بعد أن غادرته كل قوات التحالف.

ودمرت الولايات المتحدة الأمريكية ذخيرة وعتادًا عسكريًا، قبل انسحاب قواتها من موقع في شمال شرقي سوريا، في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وقال مسؤولون أمريكيون، إن أمريكا نفذت ضربة جوية مقررة سلفًا في شمالي سوريا  لتدمير مستودع للذخيرة ومعدات عسكرية تم التخلي عنها.

ويقع معمل “لافارج” على بعد 150 كيلومترًا شمال شرق مدينة حلب، في منطقة عين العرب (كوباني).

في 8 من تشرين الأول 2019، أعلن البيت الأبيض عن انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها العسكرية الموجودة على الحدود الشمالية لسوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة