تناول الجزء الثالث من مذكرات نائب رئيس النظام السوري السابق، عبد الحليم خدام، التي تنشرها صحيفة “الشرق الأوسط”، جوانب من علاقة خدام مع رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، وموقف الأسد و”تحامله على الحريري قبل اغتياله”.
وتحدث خدام عن الموقف السوري قبل اغتيال الحريري ضمن أروقة النظام، الذي تجسد بتصريح لوزير الخارجية السوري حينها، فاروق الشرع، خلال اجتماع حزبي عام 2004، قال فيه إن الحريري “متآمر على سوريا، ومرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ضد سوريا”.
وهو ما كرره رئيس النظام، بشار الأسد، في اجتماع القيادة القطرية لحزب “البعث” أيضًا منتصف كانون الثاني 2005 (أي قبل اغتيال الحريري بحوالي شهر)، بحسب ما نقله خدام على لسان الأسد، “هناك مؤامرة أمريكية- فرنسية، يشارك بها الحريري الذي يتآمر علينا، وهو يوحد طائفته حوله (أي السنة)، وهذا يشكل خطرًا على سوريا”.
وسأل خدام الأسد بعد الاجتماع عن مصلحة النظام في الحملة على فرنسا وعلى الولايات المتحدة وعلى الحريري، و”هل قدّر خطورة الموقف من تسرب الحديث، ومعنى أن توحيد الطائفة السنية يشكل خطرًا على سوريا؟”.
وتساءل خدام “هل توحيد الطائفة الشيعية حول حسن نصر الله، أمين عام (حزب الله)، والموارنة حول سليمان فرنجية، لا يشكل خطرًا”، مذكرًا الأسد بأن سوريا ذات أكثرية سنية، إلا أن الأخير رد بقوله “هناك مؤامرة”.
ووفق المذكرات، أبلغ خدام الحريري، عبر وسيط، بمغادرة لبنان فورًا “لأن الحقد عليه كبير”.
وقبل أيام من اغتيال الحريري زاره خدام في منزله، وقال له “كان حديث بشار واضحًا، والاتهام بالتآمر عقوبته الموت، لذلك عليك أن تغادر بيروت اليوم قبل الغد”.
وأطلع الحريري خدام على رسالة أُرسلت إليه من ماهر الأسد، شقيق بشار، يقول فيها “إننا نحبك وسنساعدك، وعندما تأتي إلى دمشق أنتظر زيارتك، نحن نريد دعمك”، متسائلًا عن سبب إرسال رسالة كهذه إذا كانوا ينوون قتله.
وأجاب خدام أن الرسالة وسيلة لإبقاء الحريري في لبنان حتى يقتلوه.
واغتيل الحريري في 14 من شباط 2005، بتفجير نحو طن من مادة الـ”TNT”، في أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق “سان جورج” في العاصمة اللبنانية بيروت.
وشكّلت بعدها الأمم المتحدة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي أدانت في آب 2008 سليم عياش المشتبه بارتباطه بـ”حزب الله”، لضلوعه بعملية الاغتيال.