أعلن نائب رئيس مركز “حميميم” للمصالحة في سوريا، ألكسندر كاربوف، عن نشر دوريات روسية في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، بهدف ضمان وقف الاشتباكات هناك، بين قوى “الأمن الداخلي” (أسايش)، التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وقوات “الدفاع الوطني”، التابعة للنظام السوري.
ونقلت وكالة “روسيا اليوم“، الثلاثاء 27 من نيسان، عن كاربوف قوله، “بعد صراع بين السكان العرب والكرد، تقوم قوات الشرطة العسكرية الروسية بتسيير دوريات في أحياء مدينة القامشلي، تغطيها المروحيات الروسية، من أجل منع الاستفزازات”.
واعتبر المسؤول الروسي أن “جهود مركز المصالحة هي التي أدت إلى وقف الاشتباكات في القامشلي واستقرار الوضع فيها”.
وأكد استعداد بلاده لبذل المزيد من الجهود، في سبيل حل الأزمة الناجمة عن الخلافات بين “أسايش” و”الدفاع الوطني” في القامشلي.
ويوم الاثنين الماضي، بدأ أهالي حيي طي والكورنيش في مدينة القامشلي بالعودة إلى منازلهم “بشكل جزئي”، بعد قرابة أسبوع من بدء الاشتباكات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة، أن “قسد” سمحت بدخول بعض السكان إلى حيي طي والكورنيش، مشيرًا إلى أن بعض الأهالي دخلوا لتفقد منازلهم ثم عاودوا النزوح.
وكان الحيان شهدا حركة نزوح جماعي، وأصبحا خاليين من سكانهما، نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
الهدنة الروسية
وتأتي عودة الأهالي بعد سيطرة ”أسايش” على معظم حي طي في القامشلي، عقب تجدد الاشتباكات مع ”الدفاع الوطني”، رغم إعلان هدنة دائمة بوساطة روسية.
وذكرت وكالة أنباء “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”، الاثنين الماضي، أن “أسايش” تمكنت خلال ردها على خروقات “الدفاع الوطني” للهدنة من طرد عناصره من الحي بشكل كامل، باستثناء مدرسة “عباس علاوي” التي تحولت إلى نقطة أمنية لقوات النظام السوري، والشوارع المحيطة بخزان المياه، لتصبح المنطقة “مربعًا أمنيًا” للمؤسسات الحكومية.
وطلبت “أسايش” في بيان ممن يرغب بالعودة من أهالي حي طي الذين خرجوا من منازلهم، أن يراجع نقاطها الأمنية “لتأمين دخولهم والتأكد من سلامة ممتلكاتهم” قبل انهيار الهدنة.
والمربع الأمني الذي بقيت فيه مؤسسات حكومة النظام السوري، هو في الجهة الجنوبية بالقرب من دوار حي طي وحي زنود على حزام مدينة القامشلي الجنوبي بعرض 145 مترًا، وبعمق ابتداء من مدرسة “عباس علاوي” وباتجاه الحزام لمسافة 325 مترًا.
وشهدت المدينة هدنة بوساطة روسية، استمرت من الساعة السابعة مساء من يوم الجمعة وحتى العاشرة من صباح السبت، وجرى تمديدها حتى الأحد، بعد أيام على مواجهات عنيفة بدأت في 20 من نيسان الحالي.
وإثر الاشتباكات التي بدأت بمقتل أحد أفراد “أسايش” واستمرت منذ مساء 20 من نيسان الحالي، تمكنت القوات من دخول الحي والسيطرة عليه بعد مغادرة قوات “الدفاع الوطني”.
ويفرض النظام السوري سيطرته على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى “فوج طرطب” العسكري، بينما تسيطر “قسد” على بقية أجزاء المحافظة.
وشهدت محافظة الحسكة بداية العام الحالي توترات بين قوى “الأمن الداخلي” و”الدفاع الوطني”، كانت ناتجة عن اعتداءات وتبادل لإطلاق النار واعتقالات من الطرفين، أدت إلى حصار المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من قبل “أسايش”، وحصار المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” من قبل قوات النظام في حلب، مدة شهر، قبل أن تتدخل القوات الروسية لحل الخلاف.
–