بدأ مخاتير أحياء مدينة حلب، الثلاثاء 27 من نيسان، بتسلّم أوراق ثبوتية لعائلات في الأحياء التي يشرفون عليها وتسجيلها، “لتقديم مبالغ وسلال غذائية”، في إطار الدعوة إلى انتخاب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لفترة رئاسية جديدة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب أن مخاتير في الأحياء الشرقية والجنوبية والغربية طلبوا من المدنيين تصوير هوياتهم الشخصية، والورقة الأولى من دفتر العائلة، التي تتضمن بيانات الزوج والزوجة، وتسليمها مع تسجيل رقم الهاتف، على أن يتصلوا بهم لاحقًا لتسليمهم مبلغًا وسلة غذائية.
وازدحم المدنيون أمام مكاتب المخاتير، وسط انتشار أمني لعناصر النظام، لمنع حدوث المشاجرات، وقال غياث، وهو بائع بمكتبة في حي الكلاسة لعنب بلدي (تحفظ على نشر اسمه لاعتبارات أمنية)، “منذ ساعات الصباح أتى عدد كبير جدًا من المدنيين لتصوير هوياتهم الشخصية، وكذلك صفحة الزوج والزوجة من دفتر العائلة وأخذ مغلفات”، وكل الحديث الدائر هو أن المخاتير “يسجلون هذه البيانات الشخصية من أجل التصويت لبشار الأسد بالانتخابات الرئاسية”.
وأضاف غياث أن الإقبال على تصوير الأوراق الثبوتية أدى إلى رفع سعر التصوير في المكتبات من قبل البعض، الذين أصبحوا يأخذون نحو 1500 ليرة سورية مقابل ذلك (نحو نصف دولار).
وفي حي الصالحين، قال محمد، أحد سكان الحي، لعنب بلدي، “إذا قمنا بالتسجيل أو لم نقم، سوف يفوز بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة، لأن أفرع المخابرات هي التي تشرف على الانتخابات، وحتى لو ترشح مئة غيره، وقمنا بالتسجيل للحصول على المبلغ الذي يتجاوز مئتي ألف ليرة سورية، والسلة الغذائية التي تقدر بنحو مئة ألف ليرة”، رغم اعتقاده بأن سبب التوزيع هو استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للناس.
واستطاعت فاطمة أن تسجل لدى مختار حي الصاخور، بعد انتظار دام أكثر من خمس ساعات، وقالت لعنب بلدي، إنها سألت عن موعد تسلّم المبلغ والسلة، وأجابها المختار أن ذلك سيكون في نهاية الأسبوع، وستوصل سيارات المبلغ والسلال الغذائية لكل منزل.
وطلب المخاتير من المدنيين الذين سجلوا وسلموا أوراقهم الحضور للمسيرات وخلال الانتخابات للتصويت، وأضافت فاطمة، “طلب منا المختار أن نحضر المسيرات، وكان أسلوبه بالحديث جيدًا على غير العادة”.
الترويج للانتخاب من الميليشيا والأحزاب
نصبت ميليشيا “لواء القدس”، الرديفة لقوات النظام السوري، عدة خيام في أحياء الميسر وطريق الباب والشعار، وذلك للترويج لإعادة انتخاب بشار الأسد.
كما دعمت عائلة بري، المعروفة بعملها مع اللجان الشعبية (الدفاع الوطني)، نصب الخيام وتقديم الإفطار والمشروبات للصائمين، مع الدعوة إلى التصويت للأسد.
وروّجت أحزاب متعددة في مدينة حلب للانتخابات، ودعت بشكل صريح إلى انتخاب رئيس النظام السوري الحالي، من خلال تقديم الوجبات في الأحياء الشرقية، التي ما زالت تعاني من الدمار ونقص الخدمات، بعد أكثر من أربعة أعوام من السيطرة عليها من قبل قوات النظام، مع استغلال أزمة النقل والمواصلات لتسيير باصات مجانية تحمل صورة الأسد.
وأعلن بشار الأسد عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، في 21 من نيسان الحالي، من خلال تقديم طلب للمحكمة العليا التابعة لمجلس الشعب، ووصل عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 26 من أيار المقبل إلى 41 طلبًا حتى تاريخ اليوم.
–