توعدت السلطات الإيرانية بمحاسبة مسرّبي تسجيل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بشأن القائد السابق لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، واصفة الواقعة بـ”المؤامرة”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحفي متلفز اليوم، الثلاثاء 27 من نيسان، “نعتقد أن سرقة المستندات هي مؤامرة ضد الحكومة، والنظام، ونزاهة المؤسسات المحلية الفاعلة، وأيضًا مؤامرة على مصالحنا الوطنية”.
وأضاف أن الرئيس الإيراني وجه وزارة الاستخبارات بالتحقيق في نشر التسجيلات الصوتية وتحديد الضالعين في هذه “المؤامرة”، معتبرًا أن ملف مقابلة ظريف، سُرق لأسباب واضحة ونُشر من قبل أشخاص يتم تحديد هوياتهم، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الأسباب.
وأوضح المتحدث أنه كان من المقرر تخزين الملف بالنسخة الصوتية والمرئية والمكتوبة للمقابلة في الحكومة، ونشر أجزاء منها بالتوافق مع طرفي الحوار، لتكون متاحة للجمهور، مشيرًا إلى انتظارهم عودة ظريف إلى إيران لتفسير “سوء الفهم”.
وأمس، الاثنين 26 من نيسان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن التسريب الصوتي مجتزأ من محادثة داخلية مدتها سبع ساعات، و”لا يعكس بأي حال مستوى الاحترام والتعريفات التفصيلية”، حسب وكالة “إرنا” الحكومية، كرد على انتشار التسجيل.
وأضاف أن المحادثة سُجلت فقط للتسجيل في الذاكرة التنظيمية للحكومة، ولم يكن المقصود نشرها، وليس واضحًا من الذي وبأي أغراض نشرها بشكل انتقائي في الفضاء السيبراني.
وكان موقع “إيران إنترناشيونال” المعارض للنظام الإيراني نشر، في 25 من نيسان الحالي، تسجيلًا صوتيًا مُسرّبًا، قال فيه ظريف إن “تأثيره على السياسة الخارجية كان صفرًا في بعض الأحيان، بسبب هيمنة سليماني على عمل وزارة الخارجية”.
وبحسب الموقع، فإن التسجيل المسرّب هو جزء من مقابلة مدتها ثلاث ساعات أجراها ظريف مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، في آذار الماضي، وأجاب خلالها عن أسئلة تتعلق بسياسات وزارة الخارجية خلال فترة ولايته.
وكانت القوات الأمريكية قتلت سليماني و“أبو مهدي المهندس” بالقرب من مطار “بغداد” بقصف من طائرة دون طيار، في 3 من كانون الثاني الماضي.
وسبق أن أعلن ظريف استقالته بشكل مفاجئ، في شباط 2019، عبر حسابه الرسمي في “إنستجرام”.
وجاءت الاستقالة عقب زيارة غير معلَنة أجراها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طهران، التقى خلالها بالمرشد الأعلى، علي خامنئي، ورئيس البلاد، حسن روحاني، بالإضافة إلى قائد “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.
–