تركيا تبدأ بمحاكمة 108 سياسيين كرد مشتبه بضلوعهم في “أحداث كوباني”
بدأت السلطات التركية بمحاكمة 108 أشخاص مشتبه بضلوعهم بأحداث شغب جرت في تركيا، على خلفية الأحداث في مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب عام 2014، من بينهم الرئيسان المشتركان السابقان لحزب “الشعوب الديمقراطي”، صلاح الدين ديميرتاش، وفيغان يوكسيكداغ.
وقالت صحيفة “Hürriyet” التركية، إن المحكمة الجنائية العليا الـ22 في أنقرة بدأت جلسة المحاكمة الاثنين 26 من نيسان، في سجن “سنجان”، لمجموعة من أعضاء حزب “الشعوب”، وسط انتشار كثيف لقوى الأمن وقوات حرس الحدود التركية حول السجن بسبب الجلسة.
وأضافت الصحيفة أن أعضاء في البرلمان التركي عن حزب “الشعوب”، والنائب في البرلمان عن حزب “الشعب الجمهوري” المعارض سيزغين تانريكولو، ووفودًا أجنبية، بمن في ذلك أعضاء “مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي”، تابعوا الجلسة.
كما تابع العديد من المحامين القضية، وخاصة من نقابة المحامين في أنقرة واسطنبول وديار بكر، واستُبعد بعضهم بسبب امتلاء القاعة، وسط اتهامات من محامي الدفاع بمنع زملائهم من الدخول إلى القاعة “لأسباب تعسفية وغير قانونية”.
وكانت المحكمة التركية قبلت لائحة الاتهام التي أعدها مكتب المدعي العام في أنقرة بحق المشتبه بهم في كانون الثاني الماضي.
وتضمنت لائحة الاتهام 108 مشتبه بهم، 27 منهم قيد الاعتقال، وستة منهم خاضعون للرقابة القضائية، و75 منهم اعتُقلوا، وُجهت لهم تهم مختلفة، منها انتهاك وحدة وسلامة الدولة، و37 جريمة قتل، و31 محاولة قتل، وطُلب أيضًا من المحكمة معاقبة المشتبه بهم على “حرق العلم” ومعارضة قانون حماية أتاتورك.
وتتهم أنقرة حزب “الشعوب الديمقراطي” بصلته بحزب “العمال الكردستاني” المُصنف كحزب “إرهابي”.
ما أسباب المحاكمة؟
نادى حزب “الشعوب الديمقراطي” الناس للخروج إلى الشوارع، بعد هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدينة عين العرب في سوريا في تشرين الأول من عام 2014.
وعقد الحزب حينها اجتماعًا، ترأسه الرئيسان المشتركان للحزب، صلاح الدين ديميرتاش، وفيغن يوكسكداغ، وكان الاجتماع لتقييم انعكاسات الوضع في عين العرب على تركيا.
ووجه الحزب حينها دعوة إلى التحرك من أجل عين العرب قائلًا، “ندعو كل أبناء شعبنا من عمر السابعة حتى 70 عامًا، للتحرك واتخاذ إجراءات ضد محاولة ارتكاب مجزرة في كوباني (عين العرب)”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن موقع “MedyaFaresi” التركي.
وطالب الجمعيات والمؤسسات الدولية والجماهيرية والمنظمات النسائية والشبابية والقوى الديمقراطية، باتخاذ إجراءات ضد ما قال إنها “وحشية” في عين العرب، كما دعا إلى “مقاومة غير محددة حتى انتهاء العدوان في المدينة”.
ثم انتشر الناس في ديار بكر جنوبي تركيا وفي العديد من المحافظات في تركيا بعد هذه الدعوة، وحصلت اشتباكات بين مواطنين في ديار بكر، وصفها الموقع بـ”تجربة شبيهة بالحرب الأهلية”، إذ لقي 23 شخصًا مصرعهم في الأيام الثلاثة الأولى، وفي 10 من تشرين الأول، أُعلن عن 35 قتيلًا، ليرتفع العدد فيما بعد إلى 50 قتيلًا بعد وفاة الجرحى.
ونفى رئيس حزب “الشعوب الديمقراطي”، صلاح الدين ديميرتاش، مسؤوليته عن تلك الأحداث حينها، معربًا عن أسفه على العنف الذي حدث.
وقال ديميرتاش للصحافة، في 9 من تشرين الثاني، “أُتيحت لنا الفرصة باتصال مع عبد الله أوجلان، واقترح على جميع الأطراف تسريع الحوارات والمفاوضات ضد خطر مجزرة قد تحدثها الاستفزازات”، وانتهت الأحداث بعد هذه الرسالة.
وكان من بين القتلى حينها، بحسب “MedyaFaresi“، عناصر من حزب “العمال الكردستاني”، وجماعات قومية وُصفت بـ”المتطرفة”، وحراس الأمن الذين نزلوا للرد على المتظاهرين.
وكان تنظيم “الدولة” دخل، في 25 من حزيران 2014، مرة أخرى إلى مدينة عين العرب، بعد خمسة أشهر من خروجه منها على يد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، وفصائل أخرى.
وبدأ انسحاب التنظيم من المدينة في 2 من كانون الثاني 2015، بعد العملية العسكرية التي شنتها قوات محلية كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :