ردت وزارة الخارجية الإيرانية على تسجيل مسرّب اتهم فيه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، القائد السابق لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، بالهيمنة على عمل وزارته، والتضحية بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن التسريب الصوتي مجتزأ من محادثة داخلية مدتها سبع ساعات، و”لا يعكس بأي حال مستوى الاحترام والتعريفات التفصيلية”، حسب وكالة “إرنا” الحكومية.
وأضاف أن المحادثة سُجلت فقط للتسجيل في الذاكرة التنظيمية للحكومة، ولم يكن المقصود نشرها، وليس واضحًا من الذي وبأي أغراض نشرها بشكل انتقائي في الفضاء السيبراني.
وكان موقع “إيران إنترناشيونال” المعارض للنظام الإيراني نشر، الأحد 25 من نيسان، تسجيلًا صوتيًا مُسرّبًا، قال فيه ظريف إن “تأثيره على السياسة الخارجية كان صفرًا في بعض الأحيان، بسبب هيمنة سليماني على عمل وزارة الخارجية”.
وأضاف ظريف، “ضحيت بالدبلوماسية لمصلحة ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لمصلحة الدبلوماسية”، واصفًا استراتيجية النظام الإيراني بـ”الحرب الباردة”.
وحول علاقته بسليماني، لفت الوزير الإيراني إلى أنه “لم يتمكن ولو لمرة واحدة خلال مسيرته المهنية من مطالبته بفعل شيء معيّن يمكن أن يستغله في الدبلوماسية، بينما كان الأخير يملي عليه ما يجب قوله خلال التفاوض”.
وقال بهذا الصدد، “في كل مرة، تقريبًا، أذهب فيها للتفاوض كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار. كنت أتفاوض من أجل نجاح ساحة المعركة”
وبحسب “إيران إنترناشيونال”، فإن التسجيل المسرّب هو جزء من مقابلة مدتها ثلاث ساعات أجراها ظريف مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، في آذار الماضي، وأجاب خلالها عن أسئلة تتعلق بسياسات وزارة الخارجية خلال فترة ولايته.
وكانت القوات الأمريكية قتلت سليماني و“أبو مهدي المهندس” بالقرب من مطار “بغداد” بقصف من طائرة دون طيار، في 3 من كانون الثاني الماضي.
وسبق أن أعلن ظريف استقالته بشكل مفاجئ، في شباط 2019، عبر حسابه الرسمي في “إنستجرام”.
وجاءت الاستقالة عقب زيارة غير معلَنة أجراها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طهران، التقى خلالها بالمرشد الأعلى، علي خامنئي، ورئيس البلاد، حسن روحاني، بالإضافة إلى قائد “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.
–