داخل معاقل الأسد.. القرويون يرون الروس “منقذين من الإرهاب”

  • 2015/10/05
  • 3:07 م

كتبت ليندسي هيلسم في الغادريان

تعتبر مدينة جبلة مكانًا جيدًا لتكون قاعدة للطائرات الحربية، إذ أقلعت خلال الأسبوع الماضي العشرات من طائرات السوخوي من قاعدة باسل الأسد الجوية البعيدة قرابة ميل واحد وتوجهت نحو أهدافها شمال وشرق سوريا.

طائرات من طراز توبوليف تهبط طوال الأسبوع داخل القاعدة حاملةً المقاتلين والمعدات، بالإضافة إلى السفن الروسية التي ترسو على بعد 50 ميلًا إلى الجنوب من ميناء طرطوس، محملة بالذخيرة والإمدادات الأخرى لدعم حملة موسكو الجديدة التي تهدف إلى مواجهة أعداء الحكومة السورية.

ويقول السكان المحليون إن الحكومة تغلق الطريق الساحلي أثناء الليل لتتمكن من نقل الأسلحة من القاعدة البحرية الروسية إلى قواعدها الجوية والمطارات.

الروس أصدقاء مخلصون

ولا يشتكي السكان أبدًا، كما أنهم لا يهتمون بالحديث عن أن الروس قالو إن حملتهم ستستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات المعارضة الأخرى، إذ يعتبرون جميع أعداء الحكومة “إرهابيين”.

المطار العسكري الذي يستخدمه الروس هو الذي يحمل اسم باسل الأسد، وهو الأخ الشقيق للرئيس الأسد، والذي كان الأسد الأب يجهزه ليكون خلفًا له لكنه توفي في حادث سير وترك أخاه كبديل أول.

ويمكنك أن ترى صور حافظ الأسد في هذا الجزء من سوريا وفي جميع المناطق الساحلية كاللاذقية وطرطوس، وهي معاقل النظام التي تحوي الطائفة العلوية الداعمة له.

في هذا المكان يعتبر الناس الروس أصدقاءً مخلصين دعموا سلالة الأسد على مدى 45 عامًا، وأنهم جاؤوا في الوقت الحالي لمساعدتهم بعد 4 سنوات من الحرب في بلادهم.

“وصلنا إلى نقطة أصبح فيها الأمريكيون والسعوديون ضدنا، بالإضافة إلى المتمردين، لذلك طلبنا المساعدة من أجل وضع حد لهذه الحرب”، قال منذر عبد الله، وهو موظف حكومي يقطن في مدينة جبلة، مردفًا “الجيش والقيادة العليا منهكة جدًا ونحن بحاجة إلى مساعدة الروس للتخلص من أعدائنا”.

الوضع داخل القرى الساحلية

ولم تصل الحرب بعد إلى مدينتي طرطوس واللاذقية، لكن الشباب في هذه المناطق يذهبون إلى جبهات القتال. قرية النجيب والتي تقع في التلال فوق مدينة طرطوس فقد أهلها قرابة 147 جنديًا فيما أصيب 52 آخرون بجروح خطيرة.

في إحدى ليالي الأسبوع الماضي تجمعت عائلات الشهداء، أو ما يعرفون بالقتلى، لإحياء ذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن والقائد.

زينة طيان، تبلغ من العمر 70 عامًا، توسلت الصحفيين الذين زاروا مدينتها لمساعدتها مشيرة إلى أن اثنين من أبنائها قتلوا، “في أقل من ثلاثة أشهر أخذوا آخر أبنائي إلى الجيش هل يمكنكم إقناعهم بإعادته إلي؟.. نحن في خدمة البلاد والرئيس ولكنني أريد استعادة ابني”.

في تموز الماضي اعترف الأسد بأن الجيش يعاني من “عجز في القدرات البشرية”، كما يفر الكثير من الشباب السوريين إلى أوروبا هربًا من الخدمة الإلزامية والتي دائمًا ما تمدد لفترات إضافية هذه الأيام.

“أنهيت خدمتي ولكنهم لم يسرحوني منها”، قال خليل فهيم يوسف ذو الـ 25 عامًا، وهو يرتدي زي الممرضين ويضع يده المكسورة ضمن حمالة.

ويردف خليل “أصبت سابقًا جراء انفجار ولكن بعد معالجتي أعادوني إلى وحدتي، وأنا الآن في قريتي أخيرًا بعد إصابتي في يدي”، لافتًا إلى أنه يتقاضى حاليًا 45% من مرتبه العسكري.

الروس هم الأبطال هذه الساعة

يُحَيي الناس هنا الأجانب الروس الذين دخلوا بلادهم ويصرخون بحماس هاتفين للرئيس فلاديمير بوتين، معتقدين أنه سيخلصهم من “الإرهاب”، كما يعتقد الجميع أن الغرب يدعم تنظيم “الدولة”، والتي يسمونها بالعربية اختصارًا “داعش”.

“نحن نرى أن الروس عازمون على التخلص من داعش والإرهابيين في الوقت الذي يتهاون الأمريكيون وقوات التحالف في هذا الأمر”، قال صفوان صعدة، محافظ طرطوس، مردفًا “في العام الماضي قالوا إنهم يقاتلون الإرهاب ولكن داعش نمت بشكل أكبر، لذلك يمكننا القول إن تحالفهم ليس مجديًا”.

الحملة الجوية الروسية تهدف لطرد المتمردين حول حماة وحمص بعد أن بدؤوا بتهديد الشريان الساحلي، لكن المشكلة ستكون في السيطرة على الأراضي.

وعززت القوات البرية السورية مقاتليها بإشراك قوات القدس من إيران وحزب الله اللبناني، في الوقت الذي تعهدت الممكلة العربية السعودية بإرسال المزيد من الدعم لخصومهم وزيادة فرص توسيع الحرب الدموية أكثر من أي وقت مضى.

داخل اللاذقية وطرطوس المحميتان من واقع الصراع الذي مزق سوريا، الناس لديهم فكرة بسيطة عن الكراهية للأسد التي يشعر بها أولئك الذين يعيشون تحت رحمة القنابل والبراميل العشوائية التي يقصفهم النظام بها في مناطق سيطرة المعارضة في دمشق وإدلب وحلب.

يرفعون أعناقهم لرؤية الطائرات المقاتلة، ولكن لديهم جرعة من الأمل على الرغم من أن جميع الأدلة تشير إلى أن الحملة الجوية الروسية هي بداية لنهاية الحرب.

ليندسي هيلسم: محررة دولية لقناة 4 News

نشر في 4 تشرين الأول وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية