أعلن الجيش الروسي بداية انسحاب قواته التي حشدها مؤخرًا قرب حدود أوكرانيا إلى موقع انتشارها الدائم، في خطوة رحب بها “حلف شمال الأطلسي” وأوكرانيا.
وبحسب ما نقلتi وكالة “تاس” الروسية، الجمعة 23 من نيسان، عن وزارة الدفاع الروسية، فإن انسحاب الجنود سيكون إلى موقع انتشارهم الدائم في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
وجاء في البيان، “تتحرك الوحدات والتشكيلات العسكرية حاليًا إلى محطات سكك الحديد والمطارات، وتصعد إلى متن سفن الهبوط ومنصات سكك الحديد وطائرات النقل العسكري”.
ورحب “حلف شمال الأطلسي” وأوكرانيا بالخطوة الروسية، لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أكد أنه “يتوخى الحذر” واصفًا الخطوة بالإيجابية .
وأثار حشد القوات التي بلغ عددها نحو 100 ألف جندي، بحسب الاتحاد الأوروبي، الذي جاء على وقع تصاعد القتال منذ مطلع العام الحالي بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، قلق كييف، ودفع حلفاءها في الغرب إلى توجيه تحذيرات لروسيا.
واتهمت كييف موسكو بالتحضير لغزو من خلال أعمال استفزازية في شرق أوكرانيا، لكن روسيا نفت ذلك، مؤكدة أن مناوراتها ليست “تهديدًا” بل ردًا على مناورات للحلف الأطلسي في أوروبا واستفزازات أوكرانية.
وتخوض كييف معارك ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ 2014، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة 13 ألف شخص.
ويأتي بدء الانسحاب قبل يوم من فرض روسيا قيودًا لمدة ستة أشهر على ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، وهي إجراءات استنكرها الغرب.
وبين الفينة والأخرى، تندلع اشتباكات في دونباس شرقي أوكرانيا، بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا الذين أعلنوا استقلالهم عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألفًا حتى الآن.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا في شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا، مينسك، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
–