دفع هدوء الجبهات عددًا من أهالي محافظة إدلب إلى العودة إلى بعض القرى التي شهدت نزوحًا في وقت سابق، إضافة إلى إطلاق بعض لمشاريع الخدمية من قبل المنظمات والمجالس المحلية.
وكانت الحالة العسكرية وما أدت إليها من نزوح وتهجير قسري مسيطرة على محافظة إدلب وأرياف حلب شمال غربي سوريا.
إلا أن العمليات العسكرية توقفت منذ توقيع اتفاق “موسكو” بين روسيا وتركيا في آذار 2020، باستثناء بعض الهجمات المحدودة على ريف إدلب الجنوبي من قبل قوات النظام مدعومة بقوات روسية، واستهداف روسيا والنظام بالغارات الجوية والقصف المدفعي لمناطق المعارضة.
وأطلق “الدفاع المدني السوري” منذ بداية شهر رمضان، حملة “ربيع الأربعين” الخدمية في منطقة أريحا بريف إدلب الجنوبي، بهدف تحسين الواقع الخدمي في المنطقة التي عاد إليها عدد من السكان (نحو 50 ألف شخص) بعد الهدوء النسبي، حسب حسن الأحمد مسؤول المكتب الإعلامي في قطاع أريحا.
وقال حسن الأحمد لعنب بلدي، إن نشاطات الحملة تتركز على الطريق المعروف باسم “طريق الأربعين”، حيث ستعمل الفرق على تنظيف الطرقات وصيانة الأرصفة وبناء 40 مقعدًا إسمنتيًا، إضافة لتجهيز 25 مظلة شمسية معدنية.
وستعمل فرق “الدفاع المدني” على تشجير جوانب الطريق بأشجار جديدة وورود، وسقاية وتقليم الأشجار القديمة التي ما زالت على قيد الحياة، وصيانة وطلاء الأرصفة، إضافة إلى إنشاء سور في الأماكن الخطرة لمنع سقوط الأطفال أو تدهور الآليات في الوادي، بسبب وجود الطريق على سفح جبلي شديد الانحدار.
ومن المتوقع انتهاء أعمال الصيانة والتجهيزات أواخر رمضان، ليستطيع الأهالي التنزه في الجبل خلال عيد الفطر.
متنزه وسط الحرب
يعتبر جبل الأربعين متنفس محافظة إدلب، وتتزايد زيارة الأهالي إليه مع بداية فصل الربيع.
محمد طماع من أبناء أريحا، قال لعنب بلدي، إنه كان يذهب إلى الجبل مرة كل أسبوع، لكن الجبل تعرض للقصف خلال لعمليات العسكرية، وكان في وضع يرثى له وتدمرت معظم المنتزهات.
ورمم بعض الأهالي عدد من المنتزهات، لكن الطرق وبعض المرافق الأخرى تحتاج لصيانة، وهو ما يعمل عليه “الدفاع المدني” حاليًا، وكانت منظمة “أورانج” أجرت إصلاحات في الطريق العام الماضي، حسب محمد طماع.
وبحسب ما قاله مهند اليماني، من أهالي أريحا، كان الجبل مقصدًا للأهالي من محافظتي حلب واللاذقية، والسياح العرب، إضافة إلى أهالي إدلب.
يبلغ ارتفاع جبل الأربعين 877 مترًا عن سطح البحر، ويتبع لسلة جبل الزاوية جنوبي إدلب، ويطل الجبل على مناطق واسعة من محافظة إدلب.
وتعرض الجبل لقصف مكثف باعتباره كان مسرحًا للاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة، حتى السيطرة على محافظة إدلب في 28 آذار 2015.