ذكر تقرير لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” أن إيران خفضت عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم إلى 60٪ في منشأة “نطنز” فوق الأرض، لتصبح مجموعة واحدة بدلًا من مجموعتين سابقًا، حسبما نقلت وكالة “رويترز” الخميس 22 من نيسان.
وذكرت التقرير أن وكالة “الطاقة الذرية” تأكدت في 21 من الشهر الحالي أن إيران غيرت نمط إنتاج سداسي فلورايد اليورانيوم المخصب، حتى نسبة تصل إلى 60٪ من “اليورانيوم 235” في المفاعل التجريبي لتخصيب الوقود النووي في “نطنز”.
وتستخدم إيران الآن مجموعة واحدة من أجهزة الطرد المركزي من طراز “IR6” التي تخصب حتى نسبة 60%، بينما يتم تحميل نفايات تلك العملية أو اليورانيوم المنضب إلى أجهزة “IR4” للتخصيب حتى 20%.
وكانت مجموعة أجهزة “IR4” تستخدم من قبل للتخصيب حتى 60%.
ولم يذكر تقرير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” سبب قيام إيران بهذا التغيير، أو عدد أجهزة الطرد المركزي في كل سلسلة.
وذكر تقرير سابق لوكالة “الطاقة الذرية”، أن هناك 119 جهاز طرد مركزي في سلسلة “IR4” و133 في “IR6”.
ويسمح الاتفاق النووي الإيراني لطهران بإنتاج اليورانيوم المخصب، ولكن في منشأة “نطنز” تحت الأرض فقط، وباستخدام أجهزة الطرد المركزي “IR1” الأقل كفاءة بكثير.
كما يضع الاتفاق حدًا أقصى لنسبة تخصيب اليورانيوم التي يمكن لإيران الوصول إليها عند 3.67%.
وفي 14 من نيسان الحالي، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، وكبير الوفد الإيراني المفاوض، سيد عباس عراقجي، البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، بعد تعرض منشأة “نطنز” النووية لهجوم، في 11 من نيسان الحالي، وصفته طهران بأنه “عمل إرهابي نووي”، ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
وأضاف عراقجي أن ألف جهاز طرد مركزي آخر سيُضاف، مع 50% من الطاقة المضافة إلى الأجهزة الحالية في منشأة “نطنز”، إلى جانب استبدال الأجهزة التالفة هناك، بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية الإيرانية للأنباء (إرنا).
محادثات “بناءة” في فيينا بشأن الاتفاق النووي
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الخميس 22 من نيسان، إن مسار المحادثات النووية في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني “تبعث على الأمل”، إذ أظهرت جميع الأطراف جديتها وإرادتها السياسية لتحقيق النتائج.
وأضاف أن المحادثات جرت في أجواء “بناءة نسبيًا”، وإيران ومجموعة “4+1” (أطراف الاتفاق النووي) ناقشوا قضية تحقيق “الالتزام مقابل الالتزام”.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في 21 من نيسان الحالي، إن بلاده لن ترفع العقوبات عن إيران، ما لم تثق في أنها ستعود للالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
وأضاف أن الطريق لا يزال طويلًا، و”هدفنا إخضاع برنامجها النووي لأكثر أنظمة التحقق صرامة”.
وتحدثت مجلة “Foreign Policy” الأمريكية، في 15 من نيسان الحالي، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينوي استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، إذ بدأ “كبير مفاوضيه” ومبعوثه الخاص إلى إيران، روبرت مالي، بوضع “خارطة طريق” حول كيفية الوصول إلى هناك.
وأفادت المجلة، وفقًا لمصادر قريبة من مفاوضين أوروبيين وأمريكيين، أنه من المتوقع أن يعرض مالي على طهران صفقة معتدلة.
وتتضمن الصفقة مجرد تخفيف كافٍ للعقوبات حتى تعود إيران إلى الاتفاقية، ولكن ليس كثيرًا لدرجة تجعل بايدن عرضة لهجمات السياسيين المتشددين في أمريكا، بمن في ذلك الذين من حزبه ممن يعارضون أي تنازلات على الإطلاق لإيران.
وانسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران في أيار عام 2018، لأن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وجد أن الاتفاقية “بشعة، وأحادية الجانب، وما كان ينبغي أبدًا التوصل إليها”، بحسب تعبيره.
وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، إن إيران قد تعاود تخصيب اليورانيوم دون حدود إذا اقتضت الضرورة.
وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جون بايدن، موقفًا أكثر تصالحية فيما يخص الاتفاق النووي، وسط دعوات لإيران إلى الالتزام بحدود التخصيب المتفق عليها.
ماذا يعني رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%؟
تخصّب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة “فوردو”، الواقعة جنوب مدينة قم وسط البلاد، وهي نسبة أعلى بكثير من معدّل 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015.
ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية. ولطالما نفت إيران عزمها على حيازة السلاح النووي، متحدثة عن محظور أخلاقي وديني.
وجرى تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98٪ إلى 300 كيلوغرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67%، بحسب الاتفاق الذي لخّصته شبكة “bbc“.
ويستخدم اليورانيوم المخصب في المفاعلات النووية، وكذلك في الأسلحة النووية، ويمكن استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب في محطات الطاقة النووية، بينما يبلغ مستوى تخصيب اليورانيوم لإنتاج الأسلحة 90%، وهو ما تقترب منه إيران مع وصولها إلى نسبة تخصيب 60% لليورانيوم.
وتمتلك إيران عددًا من المنشآت والمواقع النووية الداخلة في تنفيذ برنامجها النووي الطموح، منها مفاعل “أراك” لإنتاج الماء الثقيل، ومحطة “بوشهر” النووية، ومنجم “غاشين” لليورانيوم، ومحطة “أصفهان” لمعالجة اليورانيوم، ومنشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم، وموقع “بارشين” العسكري، ومنشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم.
–