حجة أم هدف؟
ما أهداف روسيا من التصعيد ضد تنظيم “الدولة” في البادية السورية
صعّدت القوات الروسية، إلى جانب قوات النظام، من القصف الجوي والعمليات العسكرية البرية ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في البادية السورية.
وتشارك قوات من “الفيلق الخامس” في قوات النظام وميليشيا “لواء القدس الفلسطيني” المدعومين من روسيا في العمليات، كما أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محاور البادية السورية، لاستكمالها.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر ميداني (لم تسمه)، في 16 من نيسان الحالي، أن طائرات الاستطلاع الروسية رصدت قبل تنفيذ الغارات، مقرات لتنظيم “الدولة” وسيارات دفع رباعي تنقلت في منطقتي جبل البشري جنوبي الرقة ومنطقة أثريا شرقي حماة، وشنت بعدها أكثر من 30 غارة.
واعتمدت روسيا في عملياتها العسكرية الأخيرة ضد التنظيم، على عمليات الاستطلاع ثم توجيه ضربات جوية، مع تقدم القوات البرية للتمشيط.
نشاط التنظيم يؤدي إلى “عمليات كبح”
الخبير والمحلل العسكري العقيد أحمد حمادي، اعتبر أن زيادة نشاط وهجمات التنظيم على الأرض كانت سببًا في التصعيد العسكري من قبل الروس.
إذ نفذ التنظيم عددًا كبيرًا من الهجمات في المنطقة الممتدة ما بين بادية حمص وحماة، حتى دير الزور، التي يتركز في باديتها بشكل أكبر، وطالت الهجمات القوافل العسكرية إضافة إلى المناطق النفطية.
ويصعب على الروس استهداف التنظيم نتيجة اتباعه “تكتيك عدم التمسك بالأرض، عبر شن هجمات ثم الانسحاب، لذلك يلجؤون إلى توجيه ضربات جوية”، حسب حديث العقيد حمادي إلى عنب بلدي.
وبسبب تخوف الروس من استهداف عناصر التنظيم لقواعدهم في تدمر، أو القواعد التي يحاولون بناءها في دير الزور والرقة، حسب حمادي.
وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، السبت الماضي، مقتل جنديين روسيين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تنفيذ عملية إنزال جوي ضمن حملة تمشيط في ريف حمص.
لكن بعد يومين قالت وزارة الدفاع الروسية، إن طائرات للقوات الجوية الروسية نفذت ضربات قرب مدينة تدمر بريف حمص، أسفرت عن تدمير أماكن الاختباء، والقضاء على ما يصل إلى 200 مسلح من تنظيم “الدولة”، و24 سيارة رباعية الدفع محملة برشاشات من العيار الثقيل، إضافة إلى نحو 500 كيلوغرام من الذخائر والمكونات لإنتاج عبوات ناسفة يدوية الصنع.
ولم تذكر وزارة الدفاع الروسية كيفية إحصاء هذا العدد الكبير من القتلى بعد الاستهداف.
وفي وقت سابق من اليوم ذاته، نقلت وسائل إعلام سورية أن طائرات روسية نفذت عشرات الغارات في البادية السورية.
وأطلقت روسيا، وإيران عبر ميليشياتها، وقوات النظام، عدة عمليات ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” المنتشرة في البادية السورية، منذ إخراجه من بلدة الباغوز آخر معاقله على الأراضي السورية، في 23 من آذار 2019.
وفشلت جميع الحملات الإيرانية والروسية بالقضاء على وجود التنظيم، وتعرضت الأرتال العابرة من البادية وخاصة التابعة للميليشيات الإيرانية لهجمات، أدت إلى خسائر في الأرواح والمعدات.
ويستكمل الروس عملية “الصحراء البيضاء” التي بدؤوها أواخر آب 2020، لملاحقة خلايا التنظيم الموجودة في منطقة البادية الممتدة بين مدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية، ومدينة الميادين جنوب شرقي دير الزور، والسخنة شرقي حمص.
التصعيد لكسب الأرض على حساب الإيرانيين
المحلل العسكري العقيد حاتم الراوي، يرى أن التصعيد الروسي في البادية هو بقصد السيطرة على البادية وتقليص الدور الإيراني فيها، بحجة ملاحقة تنظيم “الدولة”.
والمطلوب روسيًا، بحسب ما قاله الراوي لعنب بلدي، هو السيطرة على طرق تهريب النفط من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى مناطق سيطرة النظام.
وأضاف الراوي أن روسيا تدّعي أن تنظيم “الدولة” يحارب بطريقة الهجمات المدروسة والاختفاء، وهذا يتطلب جهدًا استطلاعيًا ورصدًا مستمرًا، “لكن ما يجري في بادية دير الزور هو صراع روسي- إيراني، وكلاهما يدّعي محاربة الإرهاب، ومن خلال متابعتنا لهذا الصراع غير المعلَن فالسيطرة باتت واضحة لروسيا على حساب تراجع إيران في البادية”.
واعتبر أن تنظيم “الدولة” لم يعد له وجود في البادية، و”كل ما نسمعه من الروس والإيرانيين، عبارة عن مبررات يطلقونها للتخويف من التنظيم، وبحجتها يسيطر كل منهما على ما يستطيع من الأرض والطرق”.
وتمتد البادية السورية من ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سوريا إلى الحدود الأردنية- السورية، وتبلغ مساحتها أكثر من 75 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا البالغة نحو 185 ألف كيلومتر مربع.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :