توصلت قوات “أسايش”، التي تمثل الذراع الأمنية لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، وقوات “الدفاع الوطني”، الرديفة للنظام السوري، إلى اتفاق مؤقت يقضي بوقف إطلاق النار بعد اشتباكات اندلعت منذ الثلاثاء الماضي في القامشلي شمال شرقي سوريا.
وقالت وكالة “هاوار” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (الكردية) اليوم، الخميس 22 من نيسان، إن الاشتباكات المندلعة في حي طي بمدينة القامشلي بين قوات “أسايش” وقوى “الدفاع الوطني” توقفت بموجب اتفاق وقف لإطلاق النار.
ونقلت الوكالة عن مراسلها قوله، إن الاتفاق سيستمر حتى ساعات الظهيرة في حال لم تتسبب أي أطراف في خرقه، مشيرًا إلى تواصل المباحثات حتى التوصل إلى اتفاق شامل.
وأضاف المراسل أن قادة ميدانيين لدى قوات “أسايش” طلبوا من عناصرهم في خطوط التماس تفادي إطلاق النار تمامًا.
من جانبها، نقلت وكالة “سبوتنيك” عن مراسلها قوله إن مساعي الوساطة الروسية نجحت بإيقاف الاشتباكات التي اندلعت منذ الثلاثاء الماضي في مدينة القامشلي بين “أسايش” و“الدفاع الوطني”.
وأوضح المراسل نقلًا عن مصادر محلية أن الاتفاق تضمن “وقفًا تامًا لإطلاق الرصاص، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في المدينة، وعودة الحياة الطبيعية لها مع وجود دوريات روسية ثابتة بمحيط حي طي، وأخرى راجلة في شوارع المدينة لضمان حسن تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ على الفور”.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد نحو أسبوع من تصاعد التوتر بين الطرفين، تعرضت خلاله مقراتهما لاستهدافات بقنابل متفجرة.
وتحاول القوات الروسية في القامشلي نزع أي فتيل أزمة بين الطرفين، من شأنها أن تؤدي إلى تفجر الوضع واندلاع مواجهات مفتوحة بينهما.
ما ظروف الاشتباكات؟
وفي 17 من نيسان الحالي، اتهمت قوات “أسايش” “الدفاع الوطني” بمحاولة تفجير إحدى نقاطها في شارع القوتلي.
وجاء في بيان صادر عن “أسايش” أن عناصر ينتمون لقوات “الدفاع الوطني” الرديفة للنظام السوري، ألقوا قنبلتين يدويتين على إحدى نقاط تفتيش “أسايش” في القامشلي.
وأوضح البيان أن قنبلة انفجرت وتم تعطيل الثانية، مشيرًا إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية، وأنه تم تمشيط المنطقة تحسبًا لوجود أي أجسام خطيرة أو متفجرة استخدمها عناصر الميليشيا.
وقبل هذه الحادثة بنحو أسبوع، اتهمت “أسايش” “الدفاع الوطني” بقتل أحد عناصرها في مدينة القامشلي.
وقالت حينها إن عناصر من قوات النظام السوري استهدفوا سيارة عسكرية تابعة لـ”أسايش” في مدينة القامشلي، مشيرة إلى أن السيارة كانت في دورية مشتركة مع آلية تابعة لبلدية المدينة.
ولـ”أسايش” وقوات النظام تاريخ طويل من الاشتباكات في محافظة الحسكة، التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.
أحد أكبر الاشتباكات بينهما كان في أيلول 2018، عندما قُتل 18 عنصرًا من الطرفين، إثر دخول دورية تابعة لقوات النظام إلى مناطق سيطرة “أسايش” في شارع الحسكة بالقامشلي، استهدفت نقاطًا عسكرية لـ”أسايش” ما دفعها للرد.
وسبق ذلك اشتباكات دامية بين الطرفين في تموز 2016، عندما سيطرت قوات النظام على كل من كلية الآداب ومستشفى الأطفال ومدرسة “عياض الفهري” بالقرب من حي النشوة داخل المدينة، إلا أن هذه الاشتباكات هدأت بعد أيام، حين انسحب النظام من هذه المواقع.
ويفرض النظام السوري سيطرته على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى “فوج كوكب” العسكري، بينما تسيطر “الوحدات” على بقية المناطق في المدينة.
كما تسيطر “الوحدات” على كامل مدينة القامشلي، من دون مطارها الذي ظل منذ بداية الثورة في سوريا بيد قوات النظام، كما أنه دخل مؤخرًا بعهدة موسكو التي جعلت منه قاعدة عسكرية جديدة لها في سوريا.
–