أدانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الاعتقال التعسفي الذي أجرته السلطات الروسية أمس لأكثر من 1600 مشارك باحتجاجات في روسيا مخطط لها منذ أيام ضد المعاملة التي يتعرض لها المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن.
وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم، الخميس 22 من نيسان، إن السلطات الروسية تعاملت مع الاحتجاجات أمس “بعنف ووحشية أقل” مقارنة بالمعاملة التي تعرض لها المتظاهرون في كانون الثاني وشباط الماضيين.
الباحثة في المنظمة داميلا آيتخزينا، أوضحت أنه على الرغم من “الوحشية الأقل”، فإن “قمع السلطات المستمر لحرية التجمع غير مبرر على الإطلاق”.
وكانت حركة المعارض الروسي أليكسي نافالني، دعت إلى مظاهرات أمس تزامنًا مع الخطاب السنوي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتعبير عن الاستياء من تدهور صحة نافالني في السجن.
وحمل المتظاهرون شعارات عديدة مثل “ارحل يا بوتين”، “أحضروا طبيبًا لنافالني”، “الحرية للسجناء السياسيين”، “نحن مع السلام”.
واعتقلت السلطات الروسية أمس، الأربعاء 21 من نيسان، حليفتين مقربتين من نافالني، قبل بدء موعد الاحتجاجات بساعات.
وقال محامي مؤسسة “نافالني لمكافحة الفساد”، فلاديمير فورونين، عبر حسابه في “تويتر”، إن الشرطة الروسية اعتقلت المحامية ليوبوف سوبول، والمتحدثة باسم نافالني، كيرا يارمش.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، إن اعتقال أنصار أليكسي نافالني قبل الاحتجاجات المخطط لها في روسيا “أمر مؤسف”، ويجب على السلطات الروسية احترام الحق في حرية التجمع.
ونقلت صحيفة “The guardian” البريطانية، أن السلطات داهمت المقر الإقليمي لمنتقد الكرملين، إذ تسعى لتعطيل منظمته السياسية في روسيا.
وفي 19 من نيسان الحالي، قررت إدارة السجون الروسية نقل المعارض نافالني إلى المستشفى، بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على إضرابه عن الطعام، معتبرة أن أن وضعه الصحي “مرضٍ”، وأنه وافق على تناول الفيتامينات، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وقال رئيس مؤسسة “نافالني لمكافحة الفساد”، إيفان زدانوف، عبر حسابه في “تويتر”، “إنه لا يمكن الفهم من هذه الخطوة، إلا أن حالة نافالني ساءت وتفاقمت بطريقة يعترف بها حتى الجلاد”.
وشهدت علاقة روسيا مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي توترًا في الأيام الماضية، إذ تخللتها عمليات طرد دبلوماسيين متبادلة بين روسيا والتشيك وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 31 من آذار الماضي، بدأ نافالني إضرابًا عن الطعام في السجن بسبب عدم كفاية العلاج الطبي.
واشتكى نافالني من رفض مسؤولي السجن إعطاءه الأدوية المناسبة والسماح لطبيبه بزيارته من خلف القضبان، واصفًا الفحوصات التي يقوم بها الحراس ليلًا كل ساعة بأنها تصل إلى حد الحرمان من النوم.
وفي 17 من كانون الثاني الماضي، اعتقلت السلطات الروسية المعارض الروسي، العائد إلى روسيا بعد خضوعه للعلاج في ألمانيا، نتيجة تعرضه لعملية تسميم متعمدة في آب 2020.
ويعتبر المعارض نافالني من أبرز خصوم بوتين، وقد برز إلى الساحة خلال احتجاجات 2011- 2012 ضد عودة بوتين إلى “الكرملين” لولاية ثالثة كرئيس.
–