يعمل ناشطون في شمال غربي سوريا على مشاريع لإنشاء الحدائق وتركيب ألعاب الأطفال، ليجد سكان المنطقة وأطفالهم مساحة للتنفس والترويح عن النفس.
وافتتح “الدفاع المدني”، حديقة “السلام” في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، بحسب ما نشره عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، في 8 من نيسان الماضي.
وتحدث منسق الإعلام للمشاريع في “الدفاع المدني”، سراج محمود، لعنب بلدي، عن مشروع الحدائق وتجهيز مكان لألعاب الأطفال فيها، وقال إن المشروع شمل تجهيز مكان لتركيب ألعاب للأطفال بشكل آمن من خلال صب الأرضيات بالأسمنت ثم تركيب طبقة من الإسفنج المقوى على الأرضيات لحماية الأطفال، والألعاب مخصصة للأطفال دون الـ12 حصرًا.
ويغطي المشروع 31 موقعًا موزعًا على المخيمات والحدائق في الشمال السوري، في كل من أرياف حلب وإدلب وحماة، واختيرت مناطق إنشاء هذه الحدائق في الأماكن التي تفتقد وجودها بحسب سراج محمود، وكان من المُقدر أن ينتهي المشروع في 21 من آذار الماضي لكنه انتهى في نهاية الشهر نفسه.
وقال حسين الجمل (20 عامًا)، من سكان مدينة جسر الشغور لعنب بلدي، إن الافتتاح إيجابي وهو المتنفس الوحيد للناس والأطفال، والقريب من مركز جسر الشغور.
كما أنه يرى الفارق بين ما كانت عليه المنطقة قبل إنشاء الحديقة وبعده، فكان المكان أرضًا لبقايا ركام المباني المدمرة.
محمود حبوب، شاب من جسر الشغور، قال لعنب بلدي، “لم يبق مكان للناس ليروحوا عن أنفسهم، حرب ودمار في كل مكان، ولا يجد الأطفال مكانًا يناسبهم للعب”.
أما الآن يرى محمود أن الطفل الذي مرت به سنوات من الحرب ورأى الطائرات الحربية وأهوال القذائف، يمكنه الخروج من هذا الجو خلال ساعات اللعب في الحدائق”.
خدمات يطالب الأهالي بتأمينها على غرار الحدائق
حبوب طالب بمشاريع خدمية أساسية على غرار الحدائق، وقال لعنب بلدي إن مناطق الشمال السوري تفتقر للكثير من الخدمات منها موارد المياه، ونحتاج إلى مشروع لضخ المياه إلى المنازل، وأيضًا مشروعًا للحفاظ على النظافة، وهذان العاملان أساسيان للحياة في أي مكان.
وقال حسين الجمل أيضًا إن جسر الشغور تفتقد لأهم أساسيات الحياة، وهي المياه، كما تفتقد الكثير من الخدمات التي يطالب بتأمينها، في ظل نقص عدد المنظمات الداعمة لهذه المدينة.
وتعاني مناطق الشمال السوري من نقص كبير بالخدمات، وبحسب إحصائيات لمنظمة “reach” الدولية، تبينت من خلالها أن النقص موجود ضمن الاحتياجات ذات الأولوية للمقيمين في الشمال السوري، ونسب النقص ضمن الخدمات الصحية بنسبة 55%، وبالخدمات المتعلقة بالصرف الصحي والمياه كان النقص بنسبة 45%، والبنى التحتية بنسبة 19%.
إجراءات الوقاية في الحدائق
تعد الحدائق أماكن للتجمع، وهي بيئة خصبة لانتشار فيروس “كورونا” بين الأطفال والبالغين الموجودين في الحديقة، وقد لا تكفي حملات التوعية بمخاطر الفيروس لمنع انتشاره في هذه الحدائق.
لا يبالي حسين الجمل، بانتشار “كورونا” واحتمالية العدوى في الحدائق، لكنه قال إن فريق “الدفاع المدني” ينظم حملات توعية في الحدائق، وبعض الفرق التطوعية أيضًا تنظم حملات كهذه، كما أن حالات التعقيم مستمرة هناك.
ولفت منسق الإعلام للمشاريع لفريق “الدفاع المدني”، سراج محمود، إلى أن لافتات توضيحية وُضعت أمام كل مجموعة من الألعاب في الحدائق، توضح اللافتات شروط التباعد الاجتماعي والحماية الشخصية من “كورونا”.
وأضاف محمود أن فرق “الدفاع المدني” تطهر ألعاب الأطفال بشكل دوري وتعقمهم، وتوعي الأطفال بمخاطر الفيروس وتشرح طرق انتقاله على الدوام.
بلغت عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في مناطق الشمال السوري، 21 ألفًا و718 مصابًا بحسب إحصاءات وزارة الصحة التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، وبلغ إجمالي عدد الوفيات 641 شخصًا.
أسهم بإعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي يوسف غريبي.