أثار مسلسل “الطاووس” المصري ردود فعل متضاربة من قبل الجمهور المشاهد في الأسبوع الأول من عرضه على الشاشات، ضمن المنافسات الدرامية لشهر رمضان.
وبرزت دعوات مطالبة بإيقاف عرض العمل، بسبب تشابه أحد مشاهده مع قصة حقيقية حدثت في مصر وعُرفت باسم قضية “الفيرمونت”.
إلا أن موقع “صدى البلد” المصري نفى اليوم، الثلاثاء 20 من نيسان، عبر “تويتر” وعلى لسان مصدر لم يسمه من طاقم العمل، إيقاف العرض.
وفي المسلسل، تتعرض خادمة في إحدى صالات الأفراح للاغتصاب على يد ثلاثة من أصدقاء العريس، فيتعهد محامٍ متمرس في قضايا التعويضات بالدفاع عن الفتاة في المحكمة لتحصيل أكبر تعويض ممكن لها.
https://twitter.com/afaf_faiz/status/1384176980359204869
وأثارت هذه المشاهد غضب فئات من الجمهور، كما رُفعت بحق العمل شكاوى تطالب بإيقاف عرضه، إلى جانب انقسام الجمهور بين داعم ورافض للاستمرار في عرض العمل، وإطلاق وسمين: “مسلسل الطاووس ضد القيم”، و”ادعم مسلسل الطاووس”.
انا محتاج اسافر بره مصر عشان اعرف هي كل البلاد بنت وسخه كده ولا بلدي بس #الطاووس #مسلسل_الطاوس_ضد_القيم
— aly amer (@3li3mer) April 18, 2021
وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، إجراء تحقيق عاجل مع المسؤولين عن إنتاج العمل، ومسؤولي القنوات التي تعرضه، بعد تلقي العديد من الشكاوى حول استخدام لغة لا تتفق مع “الأكواد” التي أصدرها المجلس، بحسب تعبيره.
وأكد ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية، أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء لها، بحسب البيان الذي نشره المجلس عبر “فيس بوك”، مساء 18 من نيسان الحالي.
وتبعت هذه التطورات ردود فعل فنية ونقدية داعمة للعمل وداعية في نفس الوقت إلى متابعة عرضه.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، عبر حسابها في “فيس بوك”، إنها لم تجد في العمل، بعد متابعتها الحلقات التي عُرضت منه، كلمة أو مشهدًا يخدش الحياء.
وأشارت الناقدة إلى أن العمل يلقي الضوء على حادثة تتكرر في أزمنة مختلفة، ودعت إلى عدم السكوت أمام ما وصفته بـ”محاولة لاغتيال عمل فني جاد مثل الطاووس”.
واعتبر الفنان المصري نبيل الحلفاوي أن إيقاف عمل بعد اجتيازه المراحل الرقابية يجب أن يكون في حالات صارخة لا تتكرر إلا كل سنوات، مشيرًا إلى اختلال المنظومة الفنية تمامًا في حال حدث غير ذلك.
#ادعم_مسلسل_الطاووس
إنتم استحليتم الحكاية ولا إيه؟
أنا ماشفتش المسلسل. لكن موضوع إيقاف عمل بعد اجتيازه المراحل الرقابية. ده لازم يبقى في حالات صارخة لا تتكرر إلا كل سنوات.
غير ذلك ستختل المنظومة الفنية تماما..(يتبع)٢/١>>— نبيل الحلفاوي (@nabilelhalfawy) April 19, 2021
وأكّد الحلفاوي، عبر حسابه في “تويتر”، أن مواجهة الأعمال الرديئة إن كانت أخذت طريقها للعرض، لا تكون بالمنع، وإنما بالعزوف الجماهيري عنها.
ووجه حديثه لمتابعيه قائلًا، “إن طالبتم بمنع أعمال على الهواء غضبتم عليها، فلا تغضبوا إن مُنعت أعمال أحببتموها”.
وقدّم الفنان المصري تامر فرج، عبر “فيس بوك“، رأيًا داعمًا للعمل ولاستمرار عرضه، مشيدًا في الوقت نفسه بأداء الممثلين وأسلوب المخرج في مناقشة قضية واقعية حساسة ضمن مسلسل لم يخرج فيه لفظ أو حركة خادشة للحياء، بحسب فرج.
مسلسل “الطاووس”
يحكي مسلسل “الطاووس” قصة محامٍ يعمل بقضايا التعويضات، يجري توكيله في قضية اغتصاب يسعى خلالها لتحصيل تعويض كبير للضحية التي تعرضت لاغتصاب جماعي على يد ثلاثة شبان ينتمون لعائلات متنفذة وذات سطوة.
والعمل من إخراج رؤوف عبد العزيز، عن سيناريو وحوار كريم الدليل، ويتشارك في بطولة العمل كل من جمال سليمان وهالة فاخر وسمحية أيوب، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلين الشباب.
ما قضية “الفيرمونت”؟
تعود وقائع القضية إلى عام 2014، لكنها ظهرت للعلن في تموز 2020، حيث نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي روايات حول استدراج فتاة من قبل شبان ينتمون لعائلات ثرية، وتخديرها واغتصابها بالتناوب، وكتابة أسمائهم على جسدها، وتصويرهم الواقعة التي حصلت خلال حفل أُقيم في فندق “فيرمونت نايل سيتي”، في العاصمة المصرية، القاهرة.
وبدأت النيابة العامة المصرية بالتحقيق في القضية في آب 2020، إثر تلقيها شكوى من المجلس القومي للمرأة، وشهادات بعض الأشخاص حول الحادثة.
وتسلمت مصر، في أيلول 2020، ثلاثة أشخاص متهمين بالضلوع في الواقعة، كانوا قد هربوا إلى لبنان قبل فتح التحقيق في القضية في آب من العام نفسه، وجرى ترحيلهم من لبنان إلى مصر بعد صدور أمر قضائي بضبطهم وإحضارهم، وفقًا لما نقلته “BBC“.
–