السلطات التركية اعتقلت ورحّلت عددًا منهم
تداعيات حملة “عابرون لا أكثر”.. ما هو مصير المشاركين؟
لا يزال مصير عددٍ من السوريين المشاركين في الاعتصام، الذي نظمه أعضاء حملة “عابرون لا أكثر” في منطقة أدرنة على الحدود التركية مع اليونان، مجهولًا منذ 15 أيلول الفائت.
وأفاد محمد شربجي أحد منظمي الحملة أن السلطات التركية اعتقلت عشرات السوريين وصحفيًا فرنسيًا ومواطنة ألمانية تضامنت مع اللاجئين بعد فض الاعتصام وقفة عيد الأضحى المبارك، الأربعاء 23 أيلول، إلا أنها أفرجت عن الصحفية لاحقًا.
شربجي قال في حديثه لعنب بلدي إن أكثر من 500 شخص اتجهوا من مدينة اسطنبول إلى أدرنة مشيًا على الأقدام عشية فض الاعتصام، لافتًا إلى أن أكثر من 200 شخص منهم لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وحول تداعيات فض الاعتصام تحدث شربجي عن حال المشاركين، مشيرًا إلى أن العشرات منهم ينامون في الشوارع والساحات العامة في منطقة أكسراي دون أي مساعدة.
ميساء وابنتها هيفاء التي تبلغ من العمر 13 عامًا وتعاني من ضمور في الدماغ، كانتا من المشاركين في الحملة وحاولوا العبور باتجاه اليونان عن طريق البحر أكثر من مرة للوصل إلى دول أوروبا هربًا من الحرب في سوريا.
عنب بلدي اتصلت بوالدة الطفلة وقالت إنها وصلت منذ حوالي شهر من سوريا إلى تركيا، مردفةً “حاولنا الوصول إلى اليونان مرتين عن طريق البحر على متن القارب المطاطي، وأخطأنا في المرة الأولى، وفي الرحلة الثانية أعادنا خفر السواحل وعانت ابنتي كثيرًا خلال الرحلتين”.
وأردفت والدة الطفلة “تأزمت حالة ابنتي بعد مشاركتنا في الاعتصام، وحاولنا بعد فضه الوصول إلى اسطنبول بأسرع وقت لإيصالها إلى المشفى ولكن لم تقبل أي سيارة أجرة إيصالنا كوننا سوريين، إلى أن وجدنا باصًا نقلنا إلى اسطنبول وبعدها دخلنا المشفى”.
وعلى الرغم من تواجد عدد كبير من وسائل الإعلام والصحافة الأجنبية والعربية لم يقدم أحد منهم المساعدة للطفلة، بحسب والدتها، التي أردفت “تواصل معنا عدد من الصحفيين الأمريكيين أثناء الاعتصام ولكننا لم نتلق إلا الوعود.. إنهم ينشرون ما يحبون ويتركون الذي لا يهمهم”.
ميساء قالت إن طفلتها حاليًا تتلقى العلاج داخل مشفى 29 بجانب الأمنيات في منطقة الفاتح، إذ ستخضع لعملية فتح في الحنجرة، الاثنين المقبل، حتى تستطيع الحصول على الغذاء بعد حالة الإجهاد التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية.
وكان مجموعة من الناشطين السوريين في تركيا أطلقوا حملة بعنوان “عابرون لا أكثر” منتصف أيلول الفائت للضغط على الحكومة التركية من أجل فتح المعابر الحدودية لإتاحة الفرصة للاجئين السوريين العبور إلى اليونان بطريقة آمنة “بعيدًا عن جشع المهربين وتجار البشر والغرق في البحر”.
ويحاول آلاف المهاجرين الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي يوميًا، بمن فيهم السوريون الذين يسعون للحصول على حياة أفضل إثر تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية بسبب الحرب في سوريا التي دخلت عامها الخامس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :