وصلت ثلاث نساء يحملن الجنسية الفلبينية إلى بلادهن، السبت 17 من نيسان، وذلك بعد تعرضهن لعملية الاتجار بالبشر في سوريا، وسط جهود من حكومتهن لإعادة المزيد من العالقات في دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء الفلبينية الرسمية (PNA)، أن النساء أقمن في مكتب العلاقات العامة في السفارة الفلبينية بدمشق، ونُقلن بعد ظهر السبت إلى مطار “نينوي أكينو” الدولي في الفلبين.
وأشارت الوكالة إلى أن الواصلات استقبلتهن وكالات حكومية فلبينية في المطار، بقيادة مكتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون العمال المهاجرين في المطار، حيث تعهدوا بمساعدة السيدات في تقديم شكاوى جنائية لانتهاك قانون الجمهورية وقانون مكافحة الاتجار بالبشر، وقانون العمال المهاجرين.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية أنها من خلال “وكيل وزارة شؤون العمال الوافدين” والسفارة الفلبينية في دمشق، ستتخذ نهجًا حكوميًا بالكامل لإعادة العاملات المتبقيات في ملجأ السفارة (مكتب العلاقات العامة).
وتعد هذه الدفعة واحدة من سلسلة دفعات تعمل الحكومة الفلبينية على إعادتها.
ففي بداية شباط الماضي، وصلت أولى دفعات ضحايا الاتجار بالبشر من سوريا، إذ ضمت حينها ست عاملات خدمة.
ويبلغ عدد العالقات في سوريا 38 عاملة خدمة يحملن الجنسية الفلبينية، بعضهن عاد وأخريات ينتظرن إعادتهن من السفارة في دمشق.
وقالت الخارجية الفلبينية، إن جميع العائدات هن ضحايا الاتجار بالبشر، ووُظفن بشكل غير قانوني للعمل في سوريا من سياح في دبي.
شهادات الضحايا
تكشفت معالم القضية في تحقيق لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، صدر في 24 من كانون الثاني الماضي، سلّط الضوء على أن عاملات من الجنسية الفلبينية وصلن بالإكراه من دبي إلى سوريا للعمل، وتعرضن لمآسٍ جسدية ونفسية.
وجاء في تحقيق الصحيفة حينها، أن عاملات منازل سافرن من الفلبين إلى دبي للعمل، لكنهن وجدن أنفسهن في سوريا يواجهن عنفًا واغتصابًا وحرمانًا من الرواتب، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
ونقلت الصحيفة عن كانت تاوغينغ (33 سنة)، وهي مواطنة فلبينية سافرت إلى دبي للعمل، لكن وكالة التوظيف الخاصة بها احتجزتها بدلًا من ذلك في مستودع مظلم وقذر مع نساء أخريات، وسرعان ما علمن أنهن سيرسلن جميعًا إلى سوريا لبيعهن هناك.
وقالت إنها تعرضت للصفع على وجهها بعد أن اعترضت على الذهاب إلى سوريا خلال نقلها إلى مطار دبي استعدادًا لنقلها إلى دمشق.
وفي روايتها لقصتها التي جرت في 2019، قالت إنها تعرضت لتهديدات بالقتل إذا لم توافق على الذهاب إلى سوريا، التي ما زالت محاصرة فيها حتى اليوم.
وذكرت الصحيفة أن عشرات العاملات من الجنسية الفلبينية في الإمارات العربية المتحدة نُقلن إلى سوريا للعمل كعاملات خدمة، وتعرضن في بعض الأحيان لاعتداءات جسدية وجنسية من قبل أرباب عملهن، وحُرمن من الرواتب التي وُعدن بها، بعد مقابلات أُجريت مع 17 عاملة.
وبحسب التحقيق، غالبًا تسجن العاملات في منازل أصحاب العمل، واستطاع بعضهن الهرب إلى سفارة الفلبين في دمشق، حيث قالت بعضهن إن نحو 35 امرأة يبحثن الآن عن مأوى، غير قادرات على العودة إلى ديارهن.
–