قبل 121 عامًا وفي 17 من نيسان 1900، أعلن بلاط السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، عن مشروع لربط مدينتي مكة ودمشق بالسكك الحديدية، وشبكة اتصالات تلغراف على طول السكة.
بينما جاء قرار البدء في إنشاء هذا المشروع في 1 أيار من العام ذاته.
اخترع جهاز التلغراف من قبل العالم الأمريكي صموئيل مورس عام 1810، ويعتمد على نبضات كهربائية مرمزة عبر أسلاك لإرسال نصوص، ويستقبلها جهاز تلغراف آخر يطبع تلك النبضات.
الخط الحديد الحجازي المعروف باسم “خط شمندفر الحجاز” أو “خط حديد الحجاز الحميدي” نسبة إلى عبد الحميد الثاني، طُرحت فكرته للمرة الأولى في عهد السلطان عبد العزيز الأول عام 1864، لكنه أُجّل.
أحمد عزت باشا العابد أعاد طرح الفكرة للسلطان عبد الحميد، الذي أمر في عام 1900 ببداية بناء الخط، وأوكل المهمة إلى أحمد العابد.
والعابد هو والد أول رئيس جمهورية في سوريا، محمد علي العابد، وكان مستشارًا لعبد الحميد وعضو مجلس الشورى في السلطنة العثمانية.
وكان للمشروع أهداف مختلفة سياسية واقتصادية وعسكرية ودينية، كحماية الحجاج وتسهيل حركتهم، حيث قلّص إنشاء الخط بين مكة ودمشق من مدة مسير الحجاج التي كانت تصل إلى نحو شهرين إلى خمسة أيام.
إضافة إلى أن لسكة الحجاز وشبكة التلغراف التي بنيت بمحاذاتها دورًا مهمًا في توحيد ولايات الدولة، وتسهيل الحركة والاتصال ضمنها، وبالتالي تسهيل العمليات العسكرية للجيش العثماني في حال التعرض لهجوم، ونقل البضائع التجارية.
تمر سكة الحجاز بنحو 50 مدينة ومركز، كما أُنشئت لها فروع بعد افتتاحها.
بدأ العمل على المشروع في عام 1900، وانتهى في 1 من أيلول 1908، وعمل عليه 43 مهندسًا بينهم 17 من الدولة العثمانية الذين ازداد عددهم لاحقًا مع تناقص عدد المهندسين الأوروبيين، وكلف المهندس الألماني السير ميسنر، بإدارة الأعمال الفنية للسكك الحديدية.
في عام 1903، ربط الخط الحديدي دمشق بعمان عاصمة الأردن حاليًا، ووصل الخط عام 1904 إلى معان جنوبي الأردن، التي مد منها طريق فرعي إلى البحر الأحمر، ووصل الخط إلى مدينة العلا شمال غربي السعودية في 1907، وإلى المدينة في 1908.
وبلغ طول الخط في عهد السلطان عبد الحميد 5792 كيلومترًا، إلا أن الخط وصل إلى المدينة المنورة ولم يصل إلى مكة بسبب معارضة “الشريف حسين”.
أنشئت عدة منشآت ملحقة بالخط، منها جسور وأنفاق ومحطات استراحة.
وساعد إنشاء شبكة التلغراف في إنشاء مكاتب بريد بين اسطنبول والمدينة المنورة.
–