تعكس الطريقة التي تتعامل بها روسيا مع بعض الشخصيات السياسية حجم الهوّة في فهم طبيعة العلاقة السياسية والدبلوماسية بين الطرفين، إذ لا تجد موسكو حرجًا في وضع بعضهم في مواقف تشرح نظرة موسكو وتختصرها، وتسبب لهم الحرج أمام وسائل الإعلام.
ونقل حساب رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف، سعد الحريري، في 14 من نيسان الحالي، عبر “تويتر”، أن الحريري وصل إلى موسكو، في زيارة يلتقي خلالها بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، وعدد من المسؤولين، وأُقيم للحريري “استقبال رسمي” في مطار “موسكو”.
وصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم إلى العاصمة الروسية #موسكو، في زيارة يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين.
وقد أقيم للرئيس الحريري استقبال رسمي في مطار موسكو،
١/٢ pic.twitter.com/sPEZwcXjVt— Saad Hariri (@saadhariri) April 14, 2021
وجاء هذا الاستقبال بتمثيل دبلوماسي منخفض، حيث كان على رأس مستقبلي الحريري، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ونائب رئيس التشريفات في الحكومة الروسية، والسفير اللبناني، شوقي أبو نصار.
أسباب هذا التمثيل المنخفض مرهونة بأسباب الزيارة اللبنانية المعروفة بالنسبة للروس، إذ نقلت وكالة “ريا نوفوستي“، في 13 من نيسان الحالي، عن الممثل الخاص لرئيس الوزراء اللبناني، جورج شعبان، أن الحريري يعتزم خلال زيارته إلى روسيا طلب المساعدة الاقتصادية من موسكو، والإسهام في ترميم مرفأ “بيروت”، وتوفير اللقاحات ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وأيضًا بناء محطات توليد كهرباء.
ورغم وجود الحريري في موسكو، وإعلانه المسبق أنه سيلتقي بالرئيس الروسي، اكتفى “الكرملين” باتصال هاتفي بين الرئيس بوتين والحريري، الذي يجري “زيارة عمل” إلى موسكو، و”تربطه علاقات جيدة وودية للغاية مع القيادة الروسية، خاصة مع الرئيس بوتين”، وفقًا لما أكده الحريري عبر “تويتر”.
اعلن الكرملين انه جرى اتصال هاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يقوم بزيارة عمل الى #موسكو. وأفاد البيان ان الرئيس الحريري أطلع الرئيس بوتين على تطورات الوضع الداخلي في #لبنان
١/٥— Saad Hariri (@saadhariri) April 15, 2021
وتعيد هذه الزيارة إلى الأذهان تلك التي أجراها وفد من “حزب الله” اللبناني، بقيادة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” في البرلمان اللبناني، محمد رعد، إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء المسؤولين الروس، والتي تزامنت مع زيارة أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إلى موسكو، في آذار الماضي.
ووفقًا لمقطع مصوّر، يظهر أعضاء وفد “حزب الله” عند نزولهم من سيارة “فان”، في أثناء توجههم إلى مقر الخارجية الروسية، بما يخالف الأعراف والبروتوكولات التي تتبعها الدول عادة عند استضافة شخصيات سياسية ودبلوماسية، والتي تتجلى بتنقلهم عبر سيارات دبلوماسية تتبعها مرافقة وحراسة أمنية، وهو ما غاب عن زيارة وفد “حزب الله”.
وفد حزب الله في روسيا الى مقر وزارة الخارجية الروسية بالفان 😁😂
أما في لبنان بيتنقلو مع مواكب وبيدعسو على العالم بطريقهم ☹️ pic.twitter.com/0piGO5TDoI— Salam (@salam_fadL) March 16, 2021
ولا تعامل القيادة الروسية اللبنانيين فقط بشكل محرج، إذ يظهر تسجيل بثته وكالة “ruptly” الروسية، إهمال بوتين لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وانشغاله بالحديث مع مجموعة من الضباط الروس وتركه خلفهم.
شاهد كيف يمنع ضابط روسي #بشار_الأسد من اللحاق بالرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين لدى توجهه الى المنصة اثناء زيارته الى #سوريا. صحيح، مرافقي رئيس زائر يحدّون من حركة رئيس سوريا. ثمن البقاء في السلطة! pic.twitter.com/VE8X8jAWeJ
— فريق التواصل DOS (@DOTArabic) December 11, 2017
وجاء ذلك خلال زيارة مفاجئة أجراها بوتين إلى قاعدة “حميميم” العسكرية في اللاذقية، في 11 من كانون الأول 2017، وكان في استقباله الأسد دون مرافقة سياسية أو دبلوماسية متعارف عليها في البروتوكولات الدبلوماسية.
وعلّقت وزارة الخارجية الأمريكية على الحادثة، إذ اعتبر فريق التواصل الإلكتروني في الوزارة أن ذلك “ثمن البقاء في السلطة”.
–