مع بداية شهر رمضان، نشر ناشطون مدنيون في بعض شوارع محافظة إدلب صناديق بلاستيكية أو معدنية، يملؤها متبرعون بالمؤن، ويأخذ محتواها المحتاجون، تحت اسم مشروع “سبع سنابل”.
ورصد مراسل عنب بلدي في إدلب عددًا من هذه الصناديق، مع لافتات تحمل عبارة “صندوق الخير لأهل الخير، خود حاجتك وخلي لغيرك”، والكثير من اللافتات المشابهة.
يرفض القائمون على المشروع والمساهمون فيه التصريح عن أنفسهم، “حتى لا يفقد جانبه الخيري”، بحسب ما قاله أحدهم، ويدعى سليم.
وعن فكرة المبادرة، شرح أن مشهد “المتعففين” الواقفين على أبواب المحال التجاريّة، غير القادرين على شراء حاجياتهم مع بداية رمضان، دفع به مع مجموعة من المتطوعين المدنيين لإطلاق مشروع خيري، يهدف إلى مساعدة هذه الفئة من الناس بتأمين بعض الحاجيات الأساسية بطرق سهلة ومتوفرة.
وبحسب سليم، المهجر من ريف دمشق، يعمل مشروع “سبع سنابل” على تبسيط عملية التبرع من خلال تشجيع الناس على شراء سلع بسيطة مثل الخبز، أو الخضار، أو حتى بعض الأجبان، ووضعها للتبرع في أماكن متاحة في الشوارع ليستفيد منها المحتاجون.
وعن سبب اختبار نموذج السلال العامة للتبرع، قال سليم، إن الحالة المعيشية ليست جيدة لتشجيع المدنيين على عمليات التبرع المنظّمة، بينما يتيح هذا المشروع أمام المدنيين التبرع بمبلغ بسيط، ليرة تركية واحدة أو عشر ليرات، وفق الإمكانية المادية للمتبرع، ما يوفر وجبة لطعام السحور لبعض العائلات المحتاجة، “دون تكبّد عناء ملاحقة الحصص الإغاثية عبر المنظمات المعنية بتوزيع هذه الحصص”.
ومع بداية اليوم الثاني من شهر رمضان، توسع المشروع ليشمل ست مناطق في محافظة إدلب.
وأرجع سليم فكرة المشروع إلى “الثقافة التي انتشرت خلال فترة حكم الدولة العثمانية، والتي لا تزال منتشرة حتى الآن في بعض الولايات التركية”.
يقوم مشروع “سبع سنابل” على زرع ثقافة البذل عند الناس، من خلال تأمين الوسائل لرؤية نتائج العمل الخيري الإيجابية على أرض الواقع”، بحسب سليم، الذي تحفظ على نشر اسمه الكامل “احترامًا للعمل الخيري”.
صاحب إحدى “البقاليات” في إدلب، الذي يوجد أحد أماكن عرض السلع الغذائية بالقرب من محله، قال لعنب بلدي، إن “هدف المشروع جميل، لكن بعض الناس من غير المحتاجين يستعملون هذه السلع”.
وأضاف أن قسمًا كبيرًا من الزبائن ممن يدخلون إلى محله التجاري، يشترون بعض السلع ويضعونها في الصندوق في الشارع.
صاحب “البقالية” يرى أن فكرة الصندوق “جيدة كونها لا تضطر المحتاج إلى طلب حاجته، إنما يأخذها بنفسه دون أن يشعر بالحرج، لكن يجب فرض رقابة من نوع ما على الصناديق حتى تبقى للمحتاجين فقط”.
ويعيش نحو 90% من السوريين تحت خط الفقر منذ عام 2020، بحسب ما ذكرته ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، في وقت سابق.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي
–