أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية وكبير الوفد الإيراني المفاوض، سيد عباس عراقجي، البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
وأضاف عراقجي أن ألف جهاز طرد مركزي آخر سيُضاف، مع 50% من الطاقة المضافة إلى الأجهزة الحالية في منشأة “نطنز”، إلى جانب استبدال الأجهزة التالفة هناك، بحسب ما نقلته الوكالة الرسمية الإيرانية للأنباء (إرنا).
بينما قال المتحدث باسم “منظمة الطاقة النووية الإيرانية”، بهروز كمالوندي، تعليقًا على رسالة إيران إلى “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، حول بدء التخصيب بنسبة 60%، إن الاستعدادات التنفيذية لهذا القرار ستبدأ اعتبارًا من اليوم، الأربعاء 14 من نيسان، في منشأة “نطنز”، بحسب “إرنا“.
تخصّب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة “فوردو”، الواقعة جنوب مدينة قم وسط البلاد، وهي نسبة أعلى بكثير من معدّل 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015.
ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية. ولطالما نفت إيران عزمها على حيازة السلاح النووي، متحدثة عن محظور أخلاقي وديني.
وجرى تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98٪ إلى 300 كيلوغرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67%، بحسب الاتفاق الذي لخّصته شبكة “bbc“.
ويستخدم اليورانيوم المخصب في المفاعلات النووية، وكذلك في الأسلحة النووية، ويمكن استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب في محطات الطاقة النووية، بينما يبلغ مستوى تخصيب اليورانيوم لإنتاج الأسلحة 90%، وهو ما تقترب منه إيران مع وصولها إلى نسبة تخصيب 60% لليورانيوم.
وتمتلك إيران عددًا من المنشآت والمواقع النووية الداخلة في تنفيذ برنامجها النووي الطموح، منها مفاعل “أراك” لإنتاج الماء الثقيل، ومحطة “بوشهر” النووية، ومنجم “غاشين” لليورانيوم، ومحطة “أصفهان” لمعالجة اليورانيوم، ومنشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم، وموقع “بارشين” العسكري، ومنشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم.
وانسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران في أيار عام 2018، لأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجد أن الاتفاقية “بشعة، وأحادية الجانب، وما كان ينبغي أبدًا التوصل إليها” بحسب تعبيره.
وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، إن إيران قد تعاود تخصيب اليورانيوم دون حدود إذا اقتضت الضرورة.
وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جون بايدن، موقفًا أكثر تصالحية فيما يخص الاتفاق النووي، وسط دعوات لإيران إلى الالتزام بحدود التخصيب المتفق عليها.
ويأتي إعلان رفع نسبة تخصيب اليورانيوم بعد تعرض منشأة “نطنز” النووية لهجوم، في 11 من نيسان الحالي، وصفته طهران بأنه “عمل إرهابي نووي”، وتوعد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، برد انتقامي عليه، موجها أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الحادث بشكل رسمي، أشارت وكالة “إرنا” الإيرانية إلى أن الحادث هو نتاج هجوم إلكتروني “سيبراني” إسرائيلي.
واتهم الرئيس الإيراني جهات خارجية بتنفيذ هجوم على مفاعل “نطنز”، وقال “إن الإعلان عن التخصيب بنسبة 60% يأتي في إطار الرد على خبثهم وأنهم عاجزون عن حياكة مؤامرة ضد الشعب الإيراني، وفي نطنز ارتكبوا جريمة إلا أننا نقطع أيديهم”.
وتابع، “نحن لن نقف مكتوفي الأيدي، وسابقًا قطعنا أيديهم مرتين، الأولى عند نصب جهاز الطرد المركزي من طراز (IR6)، والثانية عند التخصيب بنسبة 60%”.
–