تطوّر روسيا دواء جديدًا لعلاج عدوى فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، يعتمد على بلازما الدم للأشخاص الذين أُصيبوا بالفعل، والذي يحتوي على أجسام مضادة للفيروس.
وأعلنت إدارة الصحة في العاصمة الروسية، موسكو، عبر موقعها الرسمي، في 12 من نيسان الحالي، أن التجارب السريرية لهذا الدواء دخلت مرحلتها الثانية، مقدرة مدة استغراق التجارب في هذه المرحلة بين شهرين وثلاثة أشهر.
كيف يعمل الدواء؟
بحسب إدارة الصحة، بدأت المرحلة الثانية من التجارب السريرية للدواء ضد عدوى فيروس “كورونا” في موسكو، وسيحضرها 156 مريضًا مصابًا بـ”كوفيد- 19″ من ستة مستشفيات في العاصمة، مشيرة إلى أن الدواء اجتاز المرحلة قبل السريرية والمرحلة الأولى من التجارب السريرية.
وأضافت أن المرحلة الثانية تتضمن دراسة فعالية الدواء وسلامته باستخدام الدواء الوهمي، موضحة أن الاختبارات “ستجرى وفقًا للمعايير الدولية”، بحسب قولها.
ويعتمد الدواء على بلازما الدم في أجسام الأشخاص الذين أُصيبوا سابقًا بفيروس “كورونا”، والذي يحتوي على أجسام مضادة له، بحسب إدارة الصحة، التي أوضحت أن إدخال الدواء في صيغته النهائية إلى الجسد يساعد على منع المرض الشديد، ويساعد الجسم على مكافحة العدوى في أثناء تكوين المناعة الطبيعية.
2.5 طن دماء ثمن إثبات الفعالية
“لإنتاج الدواء، تبرعت المدينة بـ2.5 طن من بلازما الدم من المتبرعين الذين تعافوا”، بحسب ما قالته إدارة الصحة، وأوضحت أن أطباء العاصمة يعملون على دراسة استخدام البلازما من المرضى المتعافين من “كورونا” لإنتاج “الغلوبولين المناعي”.
ولفتت إلى أنه منذ أكثر من عام، كانت مراكز التجارب تحصد البلازما التي تبرع بها المصابون بعدوى فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن الغرض الرئيس من التبرع هو نقل هذه البلازما إلى المرضى الداخليين الذين يعانون من أشكال متوسطة وشديدة من المرض.
وقالت، “لأكثر من عام من الاستخدام، أثبتت طريقة نقل الدم فعاليتها. أكثر من نصف الحالات بعد نقل الدم، تمكن فيها المرضى من تجنب الحاجة إلى التحول إلى التهوية الميكانيكية (المنفسة)”.
وتسجل روسيا إلى اليوم، الأربعاء 14 من نيسان، إصابة حوالي 4.7 مليون شخص بالفيروس التاجي، ووفاة أكثر من 103 آلاف شخص، وفق موقع الإحصاء العالم “وورلدو ميتر”.
بلازما.. ضابط إيقاع الدم
بلازما الدم هي أحد مكونات السائل الأصفر اللون من الدم الذي يحمل خلايا الدم من الدم الكامل، كما أنها الجزء السائل الذي يحمل الخلايا والبروتينات في جميع أنحاء الجسم، وفق مجلة البحث العلمي “iopscience”.
تشكل بلازما الدم حوالي 55% من إجمالي حجم الدم في الجسم، وتتكون في الغالب من الماء (يصل إلى 95% من حيث الحجم)، وتحتوي على بروتينات مذابة مهمة (6- 8%)، مثل زلال الدم، والجلوبيولين، والفيبرينوجين.
وتعد بلازما الدم الوسيلة الرئيسة لنقل المنتجات الإخراجية كالأكسجين، وتلعب دورًا مهمًا في حماية الجسم من العدوى واضطرابات الدم الأخرى.
حاجة ملحة لاستخلاصه؟
ووفق كتاب “Blood Book”، الذي ترجمت عنب بلدي جزءًا منه، يتم فصل بلازما الدم عن الدم عبر تدوير أنبوب من الدم الطازج يحتوي على مضاد للتخثر في جهاز طرد مركزي، حتى تسقط خلايا الدم في قاع الأنبوب، ثم يتم سكب أو سحب بلازما الدم.
بالنسبة لتطبيقات اختبار نقاط الرعاية، يمكن استخراج البلازما من الدم الكامل عن طريق الترشيح، أو عن طريق التراص، بهدف السماح بإجراء اختبار سريع لمؤشرات حيوية معيّنة.
مثلما يقسم الزيت الخام إلى مكوناته، فإن بلازما الدم، بمجرد فصلها عن المكونات الأخرى للدم الكامل، يمكن فصلها إلى عدد من منتجات الدم القيمة، وبعض منتجات الدم هذه ذات قيمة كبيرة، وفق الكتاب.
تُعرف العملية التي يتم من خلالها فصل البلازما إلى بعض مكوناتها المختلفة باسم التجزئة.
ولا تعد تجزئة بلازما الدم جديدة، إذ نمت صناعة التجزئة نتيجة الحاجة الكبيرة إلى منتجات الدم خلال الحرب العالمية الثانية.
البلازما الطازجة المجمدة مدرجة في قائمة “منظمة الصحة العالمية النموذجية” للأدوية الأساسية، وهي أهم الأدوية اللازمة لنظام صحي أساسي.
كما تعد البلازما ذات أهمية حاسمة في علاج العديد من أنواع الصدمات التي تؤدي إلى فقدان الدم، وبالتالي تخزن عالميًا في جميع المرافق الطبية القادرة على علاج الصدمات (مراكز الصدمات والمستشفيات وسيارات الإسعاف) أو تلك التي تشكل خطر فقدان دم المريض مثل مرافق الجناح الجراحي.
–