سوريا الغد ستكون أفضل
جريدة عنب بلدي – العدد 42 – الاحد – 9-12-2012
تستمر حملة النظام على مدينة داريا لليوم الثامن والعشرين على التوالي بوتيرة عنف ترتفع بازدياد يومًا بعد يوم مع استعصاء المدينة على جنود الأسد، فلا زالت صواريخ طائرات النظام وبراميله تدك المدينة في محاولة مستمرة للتخلص من ثورتها وثوارها مخلفةً دمارًا وخرابًا في كل مكان. لكن وبرغم ذلك خرج من تبقى من سكان المدينة فوق أنقاض أبنيتهم في مظاهرة تحد وإثبات لوجودهم منتفضين كالعنقاء من تحت الرماد ليثبتوا للجميع بأن النظام وجنوده سيرحلون ويبقى الوطن. كذلك عنب بلدي، حالها كحال أبناء مدينتها، تصر على الخروج من رحم الألم رغم الصعوبات الجمة التي تواجه أعضاء فريقها بسبب نزوحهم وتفرقهم وانقطاع الاتصالات فيما بينهم مما شكل عائقًا أمام تواصلهم ووصولهم إلى منابع الأخبار وتبادلها.
وبحملته على داريا، دخل النظام مرحلة جديدة من حرب الإبادة تمثلت في التهديد باستخدام الأسلحة الكيماوية في وقت تصاعدت فيه الشكوك وبدأت تطفو على السطح بأنه بدأ باستخدامها بالفعل كما أثبتت بعض الحوادث مؤخرًا في داريا كحالات الاستشهاد خنقًا والدخان الأبيض الذي يتصاعد من القنابل والصواريخ التي تلقيها الطائرات، وآثار الحروق والإزرقاق التي ظهرت على جثث الشهداء.
ورغم كل الألم، لازال هناك أمل يلوح في الأفق السوري تجسد في تصريحات معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري التي كانت مريحة نوعًا ما حين أعرب أن الائتلاف لا يسعى لتقاسم السلطة ولا لتقاسم المناصب وبأن الشعب السوري بكافة مقوماته يسعى لإسقاط النظام ولن نخرج من تحت مظلة طاغية مستبد لنعيش تحت سدة استبداد جديد، كلمات تعيد الأمل بأن سوريا الغد ستكون حالها أفضل وسنعيد بنائها وطنًا يحمل في طياته حلمًا كلف السوريين ما كلفهم وسيكلفهم حتى إسقاط النظام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :