أصدرت الجهات المدنية والطبية في مدينة بصرى، شرقي درعا، قرارًا بوقف صلاة الجمعة وصلوات الجماعة والتراويح، اعتبارًا من الاثنين 12 من نسيان ولغاية 1 من أيار المقبل، بعد ارتفاع أعداد المصابين بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في المدينة.
وطالب القرار الصادر عن تلك الجهات بالتزام السكان بقواعد الوقاية والتباعد، وفض التجمعات تحت طائلة المحاسبة والعقوبة.
وسبق أن أصدر أطباء مستشفى “بصرى الشام”، في 10 من نيسان الحالي، تحذيرًا من خروج الوضع الصحي عن السيطرة، حسبما نقلت صفحة “بصرى الآن” على “فيس بوك”، وطالبوا الجهات المسؤولة بتنفيذ حظر جزئي، واتخاذ أساليب “قمعية” لمنع التجمعات بعد وصول الوضع الصحي إلى درجة خطيرة.
الدكتور محمد الحمد، أحد أطباء مستشفى “بصرى الشام”، قال لعنب بلدي، إن حالات الإصابة ما زالت تتزايد بشكل يومي، ولتخفيف العبء عن المستشفى، وجّه الأطباء المصابين للحجر بالمنازل، مع متابعتهم بشكل يومي من قبل الكادر الطبي.
وحسبما قال الطبيب، فإن الأكسجين يصل إلى المنازل بشكل مجاني عن طريق محطة الأكسجين في المدينة، وبذلك “كل ما يستطيع المستشفى تقديمه للمريض استطاع الكادر الطبي تقديمه له في المنزل”.
وتتراوح أعداد المراجعين يوميًا لمستشفى “بصرى” بحالات يشتبه بإصابتها بالفيروس بين 22 و26 حالة، حسبما أوضح الطبيب، الذي أشار إلى أن أعداد المراجعين للعيادات الخاصة الذين يشتبهون بإصابتهم بالفيروس يزيد على ذلك بثلاثة أضعاف، كما بلغت حالات الوفاة في المدينة حتى الآن ثمانية، وعدد المرضى الذين يحصلون على الأكسيجين في المنازل بلغ 50 مريضًا.
برأي محمد، فإن الإجراءات الاحترازية المتخذة قد تساعد بتخفيف حالات الإصابة، مع تأكيده على أهمية إجراءات الوقاية الفردية، من ارتداء الكمامة، وغسل اليدين، والابتعاد عن التجمعات، ومراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض من حرارة أو صداع أو رشح أو فقدان لحاسة التذوق.
ويخالف قرار منع صلاة الجماعة بيان وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري، التي سمحت بإقامة صلاة التراويح ضمن المساجد خلال شهر رمضان المبارك، ولكن مع الالتزام باتخاذ الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس “كورونا”.
ماذا عن الجهوزية للتصدي للفيروس؟
سبق أن أطلق مثقفو ووجهاء مدينة بصرى، بالتعاون مع إدارة مستشفى “بصرى الوطني”، في آب من عام 2020، حملة تبرعات لصيانة ضاغط الأكسجين، وشراء مستلزمات طبية ومعقمات، وتجهيز مكان للعزل.
وزارت، في 5 من نيسان الحالي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجيتموفا، محافظة درعا، وشملت الزيارة مستشفى “درعا الوطني”، والمجمع الطبي في درعا البلد، دون أن تتطرق خلال الزيارة للتصدي لفيروس “كورونا”.
وحسبما ذكرت المنظمة، عبر حسابها في “تويتر”، فإن سبب الزيارة هو متابعة الوضع الصحي، والمساعدة على تقديم الخدمات الصحية للمحافظة.
ولم تعلن المنظمة عن تقديم أي دعم مالي أو صحي، إنما اقتصرت على الوعود بالتواصل مع المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، حسبما أوضح طبيب من درعا في حديث سابق إلى عنب بلدي.
وتعاني محافظة درعا عدم جاهزية المستشفيات الحكومية فيها للتصدي للفيروس، إذ بلغ عدد “منافس” الأكسجين في مستشفى “درعا الوطني” عشرًا، حسبما صرح مصدر طبي لعنب بلدي سابقًا، في حين تبلغ أجرة “المنفسة” في المستشفيات الخاصة 800 ألف ليرة (246 دولارًا) في اليوم الواحد.
ووصل إجمالي عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في درعا، حسب بيانات وزارة الصحة السورية، إلى 1076 حالة، شفي منها 862 حالة، وتوفي 48.
–