إيران تتهم وتقارير إسرائيلية تتبنى.. ما الذي يحدث بعد استهداف منشأة “نطنز”؟
اتهم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إسرائيل بالوقوف وراء الحادثة التي وقعت في منشأة “نطنز” النووية.
وقال ظريف خلال اجتماع مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى، اليوم الاثنين 12 من نيسان، إن بلاده لن تسمح لإسرائيل بـ”الانتقام من النجاح” في مسار رفع العقوبات عبر حادثة “نطنز”.
وتوعد بأن إيران “ستنتقم من الصهاينة”، حسب وكالة “تسنيم” للأنباء.
وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيراني، بهروز كمالوندي، الأحد 11 من نيسان، وقوع حادث في منشأة “الشهيد مصطفى أحمدي روشان نطنز” النووية، بعد ساعات فقط من بدء عملية تخصيب اليورانيوم.
وأفاد كمالوندي أن عطلًا حدث بشبكة توزيع الكهرباء في المنشأة، بعد ساعات من تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة تخصب اليورانيوم بسرعة أكبر.
وصرّح المتحدث باسم الخارجية الايرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين 12 من نيسان، أن الرد سيكون “في الوقت والمكان المناسبين”.
وقال خطيب زادة إن أجهزة الطرد المركزي التي خرجت من المدار إثر حادثة “نطنز” كانت من طراز “IR1” وسيتم تعويضها بأجهزة أكثر تطورًا.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أفادت في تقرير أن الانفجار دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل والمحمي بشدة، والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.
وأضافت أن استئناف الإنتاج في “نطنز” قد يستغرق تسعة أشهر على الأقل.
ضرب منشأة “نطنز” كان مخططًا له
قالت “القناة 13” الإسرائيلية إن الخلل في المنشأة النووية ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة في الموقع، بينما نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” (كان) يوم الحادثة، 11 من نيسان، أن التقارير الأولية تفيد بأن الضرر نتج عن هجوم سيبراني.
من جهتها، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الهجوم السيبراني نفذه الموساد الإسرائيلي وكان مخططًا له منذ مدّة، أي قبل بدء المحادثات بين إيران والقوى الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، التي بدأت في 7 من شهر نيسان الحالي.
وحصلت هذه الضربة بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نظيره الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد 11 من نيسان، وهي الزيارة الأولى لمسؤول رفيع المستوى عن إدارة بايدن، إذ احتل الملف النووي أولوية المباحثات.
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بالتعاون مع الولايات المتحدة بشأن إيران، معربًا عن أمله في أن تتم حماية الأمن الإسرائيلي بموجب أي اتفاق نووي إيراني جديد تتوصل إليه واشنطن.
وأبدت إسرائيل تخوفها من محادثات إيران والدول المعنية بالاتفاق النووي الذي رجّحت عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية التي انسحب منها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عام 2018.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رحب بالاجتماع بين إيران والقوى الدولية، إذ قال في 1 من نيسان، “بالطبع نرحب بهذه الخطوة ونعتبرها إيجابية، ونحن على استعداد للسعي للعودة إلى الإيفاء بالتزاماتنا الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة بالتزامن مع قيام إيران بالأمر ذاته”.
الأمر الذي استدعى وجوب طمأنة من الولايات المتحدة لـ”شريكتها” إسرائيل إذ قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد الأمس، أن “إسرائيل هي شريك استراتيجي للولايات المتحدة والعلاقات الثنائية معها مهمة، لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحات بعد الاستهداف الذي حصل في منشأة “نطنز”، قال فيها إن “الكفاح ضد إيران وأذرعها وتسلحها مهمة ضخمة، والوضع القائم اليوم لا يعني أنه نفس الوضع الذي سيكون موجودًا غدًا”.
وجاءت هذه التصريحات خلال لقائه قادة أجهزة الأمن والاستخبارات الخارجية “الموساد”، وجهاز الأمن العام “شاباك”، والجيش، بمناسبة إحياء الذكرى الـ73 لتأسيس إسرائيل.
تفقدت عشية حلول عيد الاستقلال ال-73 لدولة إسرائيل مقرات قيادة الموساد والشاباك وجيش الدفاع وقلت: "مكافحة إيران وأتباعها ومكافحة البرنامج النووي الإيراني والتسلح الإيراني – هذه هي مهمة عملاقة. الوضع القائم اليوم لا يعني أن هكذا سيكون الوضع غدا. نشكل قوة اقليمية وعالمية". pic.twitter.com/0Xtg93L35o
— رئيس وزراء دولة إسرائيل (@Israelipm_ar) April 11, 2021
ردود فعل دولية غير متفائلة بالاتفاق النووي بعد الحادثة
تجري فرنسا وبريطانيا وألمانيا محادثات حساسة مع إيران في فيينا بشأن شروط الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015 الذي يقيد برنامج إيران النووي.
ولم تعلّق فرنسا وبريطانيا بعد عن الحادثة، لكن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، صرّح خلال مؤتمر صحفي أن التطورات الأخيرة في إيران غير إيجابية للمحادثات النووية الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
أما روسيا، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي اليوم إنه إذا ثبت تورط إسرائيل في هجوم “نطنز” فينبغي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تجري تحقيقًا دوليًا.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم الاثنين، أن موسكو تحث على عدم تهويل الموقف بشأن المحادثات حول الخطة المشتركة للملف الإيراني، بما في ذلك رفع العقوبات الأمريكية.
وقال ريابكوف، “بالنسبة لمسألة العقوبات والقضايا المتعلقة بعودة إيران للوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة فكل هذه العناصر قائمة ضمن العمل الجاري، ولا داعي لإضفاء طابع درامي”.
برًا وبحرًا.. توتر متزايد بين إيران واسرائيل
وفي الأسابيع الماضية أبلغت إسرائيل وإيران عن أعمال تخريب لسفنهما في البحر الأحمر، إذ كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في 7 من نيسان، أن القوات الإسرائيلية ضربت سفينة إيرانية في البحر الأحمر.
وأبلغت تل أبيب الولايات المتحدة أن قواتها العسكرية قامت بالهجوم على سفينة إيرانية، مضيفة أن الهجوم جاء كرد مباشر على هجمات إيرانية سابقة استهدفت عدة سفن إسرائيلية، بحسب ما أكده مسؤول أمريكي رفيع لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وذكرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية أن السفينة “ساويز” التي ترفع العلم الإيراني، تعرضت لهجوم بلغم مغناطيسي ثبت على أحد أطراف قاعدة السفينة.
وتعرضت سفينة شحن إسرائيلية، في 27 من شباط الماضي، لانفجار في خليج عُمان، ما دفعها للتوجه إلى أقرب ميناء.
وقالت شركة “Dryad Global” للأمن البحري، إن السفينة المنكوبة تحمل اسم “إم في هيليوس راي” (MV Helios Ray)، وهي سفينة لنقل السيارات مملوكة للشركة الإسرائيلية المحدودة “هليوس راي”، وكانت السفينة في طريقها إلى سنغافورة من مدينة الدمام السعودية، حسب وكالة “أسوشيتد برس“.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إيران مسؤولة عن انفجار السفينة، إذ صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي لـ“هيئة البث الإسرائيلية” (كان)، أن يرجح أن تكون إيران مسؤولة عن الانفجار على متن السفينة.
وأضاف الوزير أن “إيران تسعى لضرب البنية الأساسية الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين، وموقع السفينة القريب نسبيًا من إيران يثير فكرة أن الإيرانيين هم من فعلوها”.
وردت حينها إسرائيل بقصف مواقع للميليشيات الإيرانية في سوريا. وتتهم سوريا إسرائيل بشن ضربات جوية على أراضيها، وتقول إسرائيل إنها تحاول وقف حشد القوات الإيرانية داخل سوريا المجاورة لها.
وكانت آخر الضربات الإسرائيلية في سوريا قبل أربعة أيام، إذ شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على مواقع للنظام السوري في محيط العاصمة السورية دمشق، في القصف الثامن من نوعه منذ مطلع العام الحالي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن مصدر عسكري لم تسمه، قوله إن القصف “أدى إلى إصابة أربعة جنود بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وأضافت “سانا” أنه في حوالي الساعة الواحدة صباحًا، من 8 من نيسان، “نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من اتجاه الأراضي اللبنانية، على بعض الأهداف في محيط دمشق”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :