«مهمتنا ليست تقاسم السلطة ولا توازع الكراسي»
جريدة عنب بلدي – العدد 42 – الاحد – 9-12-2012
الخطيب يضع الخطوط العريضة لسوريا ما بعد الأسد
في كلمة ألقاها أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري وجهها للشعب السوري عمومًا وفي الداخل خصوصًا، عمل الخطيب على وضع الخطوط العريضة لتأسيس سوريا ما بعد سقوط النظام الذي وصفه بأنه متوحش جر الشعب إلى محرقة ودمر البلد ودمر الجيش ودمر البنية التحتية.
وأكد للسوريين أن هدف الائتلاف إسقاط النظام فهم لا يسعون لتقاسم أي سلطة سياسية ولا توازع الكراسي وسيتم حل الائتلاف حال إجراء انتخابات حرة. كما أكد على أهمية تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المرحلة القادمة وأن الائتلاف الوطني يجري مشاوراته مع بقية القوى السياسية في سوريا. وتأتي أهمية هذه الخطوة خصوصًا بعد نيل الائتلاف اعترافًا من بعض الدول به وهي نقطة على السوريين العمل عليها لاكتساب شرعية دولية. كما أن الائتلاف يسعى لبناء هيكلة قضائية حتى لا تصبح البلد في حالة فراغ لقطع الطريق أمام النظام الذي يراهن على الفراغ السياسي.
«المجموعات العسكرية في سورية تتعاون وتتلاقى وتتفاهم في العمل، وإن تباينت في الرؤى»
كما أكد الخطيب في كلمته على واجب مجموعات الجيش الحر في حماية البلد ومكوناته وذكر بأن القوى العسكرية في سورية تتفق جميعها على إسقاط النظام وتختلف في رؤيتها وأفكارها السياسية. وقال: «إننا لن نستبدل نظام الاستبداد باستبداد آخر، لذا فإن كل أحد حر في التعبير عن رأيه كرأي مهما اختلفنا معه في وجهات النظر، وسندافع عن كل الناس من أجل حرية أفكارهم.»
كما أبدى رأيه بتعبير «الجهاد» الذي بات الكلمة العريضة على شاشات الإعلام ومنابر النقاش حول الموضوع السوري بقوله أن استخدام كلمة الجهاد ليس عارًا مادام الهدف منه تحقيق أمر شرعي برفع الظلم عن الناس وتحقيق عدم الإكراه في الدين. وأن تحرك بعض المجموعات بسبب الدافع الديني لا يعيبها بشيء فالدين الذي لا يحرك ضمائر الناس للخلاص من الظلم دين مزيف. كما أكد بدوره أن كل المجموعات العسكرية في سورية تتعاون وتتلاقى وتتفاهم في العمل، وإن تباينت في الرؤى، والفصائل ذات الهوية الدينية أعلنت أن مهمتها هي رفع الظلم وبعد إسقاط النظام .
كما تحدث عن بعض الأفكار التي لا يمكن السكوت عنها والتي يتم الترويج لها مؤخرًا وهي الأفكار التي تكفر الناس لمجرد مخالفتها أو تستبيح الدماء وقال بأنها خارجة عن كل مبدأ شرعي وأخلاقي، وهي تخرب بنية الإسلام نفسه قبل أن تؤذي الآخرين. ورفض قبول الجماعات التي تريد فرض أفكارها بالسلاح أو القوة أو تعلن أنها تريد إكراه الناس في اعتقادهم وحياتهم أو تدمير خصائصهم وثقافاتهم وبأن سورية تمتلك مكونًا حضاريًا فريدًا والمحافظة على نسيجه أمر أساسي في التعامل مع أي طرف.
ودعا الخطيب إلى مراجعة أي قرار اتخذ بحق أي مجموعة عسكرية في سورية خشية بناء قرارات خطيرة على بعض المعلومات غير الدقيقة وأكد في ختام كلمته بأن الشعب السوري شعب واحد بكل مكوناته الدينية والعرقية المدنية والعسكرية وسيبقى يدًا واحدة يدافع عن كل مكوناته ويتعامل في خلافاته بمبدأ التفاهم والبحث عن الحق والصواب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :