إلى “الذين لم يولدوا بعد”.. إلى الذين لا يعرفون معنى رمضان الحقيقي
رمضان على الأبواب، يكاد يطرقها، فلا تفتح له.
ليس خطأ مطبعيًا، أقول لك هذه المرة لا تفتح له، هذه المرة أوصد أبوابك جيدًا، ارفع مستوى تحصيناتك، زد من الأقفال والمتاريس، اقطع الكهرباء عن جرس الباب، وصدق ما أقوله، لا تفتح له.
إذا كنت ستفعل به ما فعلته في المرة السابقة، لا تفتح له.
إذا كان سيكون مجرد رمضان آخر يزورك ويمضي دون أن يترك بك أثرًا، لا داعي لأن تفتح له.
هكذا بدأ أحمد خيري العمري مقدمة كتابه المهدى إلى “الذين لم يولدوا بعد”، قاصدًا من العنوان أن من لم يعش رمضانًا حقيقيًا لم يذق طعم الحياة بعد، يتناول في 89 صفحة منه كيفية الاستعداد الروحاني لشهر رمضان.
يلخص العمري في مقدمة كتابه ما يريد أن يخبر به قراءه، بدعوته المسلمين إلى صيام رمضان بفكر جديد مع أمثلة واقعية قريبة من حياتهم، دون اكتراث لتفاصيل غير مهمة متعارف عليها تقليديًا، يلجأ الناس إليها مع اقتراب بدء الشهر، فيفتحون جيوبهم للتسوق والإنفاق، ويفتحون أفواههم لتذوق ما لذ وطاب من الطعام، ويفتحون أعينهم على شاشات الفضائيات لمتابعة مسلسلات حصرية تعرض لأول مرة بمناسبة قدوم رمضان.
يفتح الكتاب عين المسلم على حال رمضاناته السابقة التي مرت عليه كضيف يأتي ويرحل دون أن يترك به أثرًا، ليجد نفسه يخرج منها كما دخل إليها، آملًا من رمضان المقبل أن يجعل منه شخصًا ملتزمًا بتعاليم الدين مطبقًا لأوامر الله وشريعته، ليس في رمضان فقط، بل لبقية أشهر السنة.
يعتبر العمري رمضان فرصة عظيمة للتذوق، لا لتذوق اللحوم وأنواع الحساء والمشروبات، بل فرصة لتذوق الأجر المضاعف والمغفرة والعتق من النار.
شبّه العمري شهر رمضان بـ”الطعم في الصنارة”، في دلالة على أن أغلب المسلمين يتخذون من رمضان بداية لالتزامهم الديني، فالصوم في هذا الشهر مفروض، ومن لا يصلي خارج أوقات الشهر، سيحاول ألا يفوت عليه أي صلاة، لأن الصائم يطمع في أن تقبل كل عباداته على أكمل وجه.
ومن الممكن أن يعتاد من بدأ بالصلاة وقراءة القرآن والالتزام بالذهاب إلى المسجد في شهر رمضان على روتينه حتى خارج رمضان، إذا أحس قلبه بطمأنينة التقرب إلى الله، وبهذا يكون قد تلقى الطعم من رمضان ليكمل به بقية شهور السنة، ويؤكد العمري أن المهم في رمضان هو ما بعد رمضان.
يندرج كتاب “الذين لم يولدوا بعد” ضمن سلسلة “ضوء في المجرة” للكاتب أحمد خيري العمري، وتتكوّن السلسلة من ستة كتيبات خفيفة من القطع الصغير، تتناول مواضيع مختلفة ما بين الصيام، والمعصية، والغرب، والعلاقات الإنسانية.
نُشرت السلسلة للمرة الأولى عن دار “الفكر” عام 2005، وتضمنت إضافة إلى كتاب “الذين لم يولدوا بعد”، كتب:
“أدرينالين”، “تسعة من عشرة”، “كش ملك”، “غريب في المجرة”، “يوم شهر سنة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :