البرود الجنسي عند المرأة.. أسباب جسدية وأخرى نفسية
د. أكرم خولاني
مشكلة البرود الجنسي عند المرأة واحدة من أبرز المشكلات الشائعة التي يمكن أن تفسد العلاقة الزوجية، ورغم أن أغلبية الحالات قابلة للعلاج، فإن التكتم والسرية التي تحاط بها هذه المواضيع في مجتمعاتنا تؤدي إلى قلة في الحالات المشخَّصة والمعالَجة.
ولأن أغلب المعلومات المتاحة حول هذه المشكلة مصدرها دراسات وإحصائيات أجرتها مراكز غربية لصعوبة إجرائها في المنطقة العربية، لذلك، من المتوقع أن تكون نسبة النساء اللاتي يعانين من برود جنسي في المجتمعات العربية أعلى قليلًا من نتائج الدراسات الغربية، نتيجة عادات الزواج التي تسمح بوجود فارق عمري كبير بين الزوجين، والخلفية الثقافية التي تجعل من الصعب على المرأة أن تطالب زوجها بممارسات أو أساليب معيّنة تسعدها خلال العلاقة الجنسية، حرصًا منها على ترك انطباع العفة عنده، ما قد يؤثر على استمتاعها في هذه العلاقة.
ما المقصود بالبرود الجنسي عند المرأة؟
البرود الجنسي أو الضعف الجنسي عند المرأة هو عدم الشعور بالرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية، أو النفور من الزوج، أو عدم وصول المرأة إلى النشوة الجنسية (هزة الجماع) عند ممارسة العلاقة الحميمة، أو عدم الشعور باللذة من الفعل الجنسي.
ويقسم البرود الجنسي عند المرأة إلى نوعين:
- برود بدئي (أولي)، عندما لا تتعرّف المرأة منذ بداية نضوجها إلى الإثارة، ولا تصل أبدًا إلى الرعشة الجنسية، وتقدر الإحصائيات الغربية أن واحدة من كل عشر نساء تنطبق عليها هذه الحالة.
- برود ثانوي، وهو أن تمر المرأة بعدة أشهر من ضعف الرغبة الجنسية، ويتظاهر ذلك بعدم حصول الرعشة في أغلب الممارسات الجنسية أو تأخرها الشديد، وانخفاض حدتها في حال حدوثها، قد يحدث هذا البرود في ممارسات جنسية معيّنة أو بجميع الممارسات والوضعيات، وتقول الدراسات إن 43% من النساء عانين من هذه الحالة في مرحلة من حياتهن.
ما أعراض البرود الجنسي عند المرأة؟
تتباين الأعراض من حالة لأخرى، وتشمل:
- انخفاض الرغبة الجنسية، هذا العرَض هو الأكثر شيوعًا من بين أعراض البرود الجنسي لدى الإناث، ويؤدي إلى قلة الاهتمام بالناحية الجنسية والرغبة بممارسة العلاقة الحميمة.
- اضطراب الاستثارة الجنسية، أي قلة النشاط الجنسي حتى عند التفكير في الأمر.
- اضطراب النشوة، ويعني المعاناة من صعوبة دائمة أو متكررة في الوصول إلى النشوة الجنسية (هزة الجماع) بعد الحصول على مستوى الإثارة الجنسية الكافي أو التحفيز المتواصل.
- اضطراب الألم الجنسي، ويعني شعور المرأة بألم مرتبط بالاستثارة الجنسية أو الاتصال عبر المهبل.
ما أسباب البرود الجنسي عند المرأة؟
يمر التفاعل والاستجابة الجنسية عند المرأة بأربع مراحل، تبدأ بالإثارة أو التهيج، ثم المحافظة على حالة التهيج وتصاعدها حتى الوصول إلى الرعشة، التي يعقبها إما العودة إلى مرحلة التهيج التي تمهد لرعشة جديدة، وإما إلى مرحلة الاسترخاء التام السابق للإثارة.
وتتداخل مجموعة من العوامل في تشكيل الاستجابة الجنسية عند المرأة، منها الفيزيولوجي والعاطفي، ومنها ما له علاقة بتجاربها السابقة أو معتقداتها أو منظومتها القيمية ونمط حياتها، وأي خلل في أي من هذه العوامل قد ينعكس على محتوى وميول ودرجة إشباع الرغبة الجنسية عندها، و تقسم أسباب البرود الجنسي إلى جسدية ونفسية.
الأسباب الجسدية:
- انخفاض هرمون الأستروجين.
- تغيرات الهرمونات في أثناء الحمل أو بعد الولادة.
- التعب أو الإرهاق نتيجة العمل الشاق.
- أمراض القلب أو السكر.
- تأثير سلبي نتيجة تناول بعض الأدوية (الأدوية العصبية والنفسية، أدوية السرطان، مضادات الهيستامين، وغيرها).
- جفاف المهبل.
الأسباب النفسية:
- القلق أو الاكتئاب.
- مشكلات التفاهم مع الشريك.
- الشعور بعدم الثقة بالنفس نتيجة عدم الرضا عن شكل الجسم.
- الخوف من الألم في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
- التأثير النفسي للإجهاض.
- الشعور بالملل من الجنس الروتيني المنتظم، وهذا من أكثر الأسباب شيوعًا عند المتزوجين.
- نقص الحماسة أو الاندفاع للجنس نتيجة الخلفية الثقافية والدينية أو وجود أفكار مغلوطة حول الجنس (الكبت والشعور بالذنب عند التفكير بالجنس).
- التعرض للاستغلال أو العنف الجنسي في مراحل سابقة.
- الشذوذ الجنسي مثل ما هو لدى مثليي الجنس.
ويجدر الذكر أنه قد تتضافر عدة أسباب، كل منها يحفز الآخر لتؤدي إلى البرود الجنسي، فانخفاض الرغبة في الممارسة الجنسية يؤدي إلى نقص مفرزات المهبل وجفافه، وهذا الجفاف يجعل العملية الجنسية مؤلمة، والألم يزيد بدوره من الجفاف، وتدور هكذا في حلقة مفرغة تؤدي أحيانًا إلى تشنج مهبلي لا إرادي ناجم عن الخوف من الجماع.
كيف يشخَّص سبب البرود الجنسي عند المرأة؟
لتشخيص سبب البرود الجنسي، يقوم الطبيب بأخذ تاريخ جنسي ومرضي، ويجب الحرص على الصراحة التامة في أدق تفاصيل ما يريده كل طرف من الآخر.
وقد يقوم الطبيب بإجراء فحص الحوض، لاكتشاف أي تغيرات جسدية يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستمتاع الجنسي، مثل ترقُّق أنسجة الأعضاء التناسلية، أو انخفاض مرونة الجلد، أو التنَدُّب أو الألم.
وقد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات دم للتحقق من الظروف الصحية الكامنة التي قد تسهم في الخلل الوظيفي الجنسي.
كيف يمكن علاج البرود الجنسي عند المرأة؟
هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج البرود الجنسي عند المرأة، ولكن أبرز خطوة من المهم القيام بها هي الذهاب إلى الطبيب لاستشارته، ومن ثم علاج السبب، مع التركيز على النقاط التالية:
- ممارسة الرياضة بانتظام من الطرق الرائعة التي يمكن أن تساعد المرأة في تحسين الصحة، وبالتالي تنشيط رغبتها الجنسية.
- تجربة أوضاع جديدة من أجل تحفيز الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
- تخصيص وقت محدد بين الشريكين لممارسة العلاقة الجنسية، كي تكون نشاطًا مهمًا يجب عليهما القيام به لحياة جنسية أفضل.
- زيادة فترة المداعبة وتجربة الأنشطة التي يمكن أن تحفز الرغبة الجنسية.
- علاج التستوستيرون: هو هرمون الذكورة، ويوصف للإناث اللواتي خضعن لاستئصال الرحم، ولكن زيادة استخدام التستوستيرون يسبب نمو شعر الوجه ويغير في الصوت.
- علاج الأستروجين: هو الهرمون الذي يحسن الرغبة الجنسية ويقلل من الجفاف المهبلي، وهو متاح على شكل حبوب منع الحمل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :