عناصر “قسد” أهداف بلا أمان في دير الزور

  • 2021/04/11
  • 11:31 ص

عناصر من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) في دير الزور (رويترز)

دير الزور – حسام العمر

“كأنهما الرجلان نفسهما، وبذات الهيئة كل مرة، لا أدري على وجه التحديد من الجهة التي تقف خلفهم لكن بسببهم خسرت كثيرًا من أصدقائي”، بهذه الكلمات وصف محمد منفذي الاغتيالات التي تطال رفاقة من عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

محمد عضيّب (30 عامًا) من قرية الشعفة بريف دير الزور الشرقي، مقاتل في صفوف “قسد”، قال لعنب بلدي، إن استمرار استهداف رفاقه من قبل “مجهولين” هو أمر “مقلق”، على حد وصفه.

ما زال ريف دير الزور الشرقي غير مستقر بعد أكثر من عامين على الإعلان عن السيطرة عليه من قبل القوات ذات القيادة الكردية، التي دعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

تتكرر حوادث الاغتيال التي يقع ضحيتها موظفون يتبعون لـ”الإدارة الذاتية” ومقاتلون يتبعون لـ”قسد” أو “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لها، وأصبحت مشهدًا “شبه اعتيادي ومكررًا بشكل يومي”، حسبما قال سكان من ريف دير الزور الشرقي لعنب بلدي، وأغلبية منفذيها هم أشخاص ملثمون يركبون الدراجات النارية.

أكثر من متهم

محمد لم يتهم صراحة جهة معيّنة بتنفيذ الاغتيالات، لكنه وصف النظام السوري والميليشيات الإيرانية وتنظيم “الدولة الإسلامية” بـ”المستفيدين الرئيسين” من عدم الاستقرار في دير الزور.

“قسد”، التي نشأت من تحالف فصائل من المعارضة السورية وفصائل كردية، تتقدمها “وحدات حماية الشعب”، مع فصائل سريانية ومسيحية، في تشرين الثاني من عام 2016، كان هدفها منذ البداية محاربة التنظيم الذي اشتهر بوحشية ممارساته وإعلانه عن قتل وإبادة من اعتبرهم مخالفين لعقيدته وأهدافه.

ومع تشكيل التحالف الدولي، بدأ بالتقدم السريع، خلال ستة أشهر من الإعلان عن تشكيله، بقتال التنظيم والسيطرة على بلدات وقرى حول الرقة، واستعادة مساحات واسعة من محيطها، قبل بدء الهجوم المباشر على المدينة المعزولة في 6 من حزيران عام 2017، من قبل 30 ألف مقاتل، انتهى بالسيطرة على “عاصمة الخلافة” بعد خمسة أشهر من ذاك التاريخ.

لكن الإعلان عن السيطرة على المعقل الأخير للتنظيم تأخر نحو عام ونصف، في 23 من آذار عام 2019، حتى تمكنت “قسد” من الدخول إلى بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، مقتادة آلاف المقاتلين وعائلاتهم إلى مخيماتها ومراكز الاحتجاز.

إلا أن آثار التنظيم وإعلاناته ما زالت حاضرة جنبًا إلى جنب مع آثار الدمار والقصف التي خلفتها المعارك في المنطقة، والمناوشات وتبادل الاتهامات بالاعتداء وضبط العملاء متكرر مع كل من النظام السوري والقوات الإيرانية، التي تتشارك السيطرة على المحافظة.

ورغم تنفيذ “قسد” والتحالف الدولي حملات أمنية متعددة، ما زالت الاغتيالات مستمرة.

من أحدث تلك العمليات، مقتل عنصر  تابع لـ”قسد” وإصابة أربعة آخرين بتفجير عبوة ناسفة في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، في 5 من نيسان الحالي، واغتيال ثلاثة عناصر آخرين، في البلدة ذاتها وفي نفس اليوم، من قبل “مجهولين” يركبون دراجة نارية.

قبل يوم من ذاك التاريخ، قُتل عنصر آخر على حاجز أمني لـ”قسد”، بعد تعرضه لطلق ناري، في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.

وقُتل وأُصيب ثمانية عناصر يتبعون لـ”قسد”، بتفجير عبوة ناسفة بسيارتهم، في بلدة الصور شمال دير الزور، في 22 من آذار الماضي.

أين الأمان؟

تخلى هادي العشوي عن القتال في صفوف “قسد”، واستأجر متجرًا صغيرًا لبيع الخضراوات، على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.

هادي قال لعنب بلدي، إن الكثير من مقاتلي “قسد” انضموا إلى صفوفها خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة”، خوفًا من خسارة أراضيهم وممتلكاتهم في أثناء التنازع على المنطقة.

ينتظر مقاتل سابق آخر في صفوف “قسد”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، طريقًا للخروج من سوريا والانتقال للعمل في تركيا، بعد خشيته من أن يفقد حياته، على حد قوله لعنب بلدي.

اضطر “عدد كبير” من أبناء دير الزور ممن قاتلوا في صفوف “قسد”، حسب قول المقاتل السابق، لترك بلدهم والانتقال إلى العمل في تركيا أو لبنان، بسبب سوء الوضع الأمني والاقتصادي، لأنهم لم يجدوا بديلًا يساعدهم على البقاء.

خلال عام 2020 وحده، تبنى تنظيم “الدولة” 593 هجومًا، تركزت أغلبيتها في شرقي سوريا، وأوقعت، حسب بيان نشرته وكالة “أعماق” التابعة له، 1327 شخصًا بين قتيل وجريح، 901 منهم من “قسد”، مع تركز معظم تلك الهجمات في محافظة دير الزور.

وتعلن القوات ذات القيادة الكردية بين الحين والآخر القبض على “خلايا للتنظيم” أو “خلايا مرتبطة بالنظام السوري”، لكنها لم تحظَ بثقة سكان المنطقة الذين يتهمون مقاتليها بالفساد والقمع أحيانًا .

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا