ما هي الأسباب الاقتصادية وراء التدخل الروسي في سوريا؟

  • 2015/10/01
  • 6:52 م

اعتبر الباحث الاقتصادي حسن كنعان أن ما تقوم به روسيا في سوريا ليس تدخلًا عسكريًا كما تراه وسائل الإعلام بقدر ما هو حماية مصالح.

وأضاف كنعان في ورقة بحثية نشرها المنتدى الاقتصادي السوري، الأربعاء 30 أيلول، أن التدخل العسكري لا يكون بنقل 6 دبابات حديثة من طراز T-90، و15 مدفع هاوتزر، و35 ناقلة جند مدرعة، و200 جندي من مشاة البحرية الروسية إلى القاعدة الجديدة وهي مطار حميميم، وهذا لا يكفي أيضًا لإنقاذ الأسد واسترجاع ما خسره في النصف الأول من العام الجاري على أقل تقدير.

الأسد لا يعني شيئًا أمام حرب الغاز

وتابع الباحث “الأسد لا يعني شيئًا أمام حرب الغاز التي تخوضها روسيا في العالم والمنطقة بالتحديد، فالغاز فعليًا مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين، سواء من حيث البديل للطاقة التقليدية (النفط) لتراجع احتياطي النفط عالميًا أو من حيث الطاقة النظيفة، ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغاز) في العالم تعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية”.

“واضح أن روسيا قرأت الخارطة جيدًا وعلمت أن لغة الطاقة الآتية إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز، هذا عدا عن أن أحد أهم أسباب التدخل الروسي ضمان سداد الديون التي ضاعفها الأسد منذ بداية الثورة السورية في عام 2011 في عقود استيراد السلاح وسد عجز الاقتصاد السوري”.

ووفقًا لما ورد في الورقة، فروسيا بحاجة إلى حماية العقود والامتيازات التي حازت عليها في سوريا، إذ لا تعتمد الدول العظمى على جيوش وميليشيات أخرى وخاصة إذا كانت منهكة ومترنحة كجيش وميليشيات الأسد في حماية مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا أن تلك العقود دخلت حيز التنفيذ منذ منتصف العام الجاري.

أهم العقود

من أهم العقود التي تتحكم فيها روسيا، عقد التنقيب البحري مع الشركة الروسية SNG East MED S. A، ويتضمن إجراء عمليات المسح والتنقيب عن البترول في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ مدينة طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وبعمق عن الشاطئ يقدر بـ 70 كيلومترًا طولًا وبمتوسط عرض 30 كيلومترًا وبمساحة إجمالية نحو 2190 كيلومترًا مربعًا.

ويمتد العقد، وهو الأول من نوعه للتنقيب عن النفط والغاز في المياه السورية، على مدى 25 سنة، بتمويل من موسكو وأكد وزير النفط التابع لنظام الأسد، سليمان عباس، نهاية تموز الفائت، أن هذا المشروع دخل حيز التنفيذ.

كما صرح رئيس وزراء نظام الأسد وائل الحلقي خلال استقبال الكور كازك مدير المشاريع الخارجية في شركة ستروي ترانس غاز الروسية، بتاريخ 16 أيلول المنصرم، أنه تم البحث في واقع تنفيذ مشروع غاز شمال المنطقة الوسطى ومشاريع إضافية بمعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومستقبل العلاقات بين سوريا والشركة في مجال إقامة مشاريع نفطية مشتركة وإعادة تأهيل بعض آبار النفط وفرص الاستكشاف عن النفط والغاز في الأراضي السورية.

نفس الشركة السابقة تعمل أيضًا على تنفيذ المحطة الرئيسية لضخ المياه في محافظة الحسكة بتكلفة تبلغ 193 مليون يورو، فضلًا عن أن الشركة ذاتها هي منفذة مشروع خط الغاز العربي، وهو خط لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا.

حرب أنابيب النفط

ووفقًا لكنعان “نرى أنه لهذه الأسباب الاقتصادية ازداد التدخل الروسي في سوريا بشكل كبير لحماية مصالحها الاقتصادية، وأهمها إبقاء سيطرتها على سوق الغاز عالميًا والحفاظ على الحصة الأكبر من السوق الأوروبية والهيمنة على السياسة الأوروبية”.

روسيا تخوض حرب أنابيب الغاز التي تمر من سوريا، وأهمها الخط التركي القطري الذي من الممكن أن يصل الى أوروبا، وهي تعمل على قطع طرق الغاز الواصلة الى أوروبا حتى ولو كانت من إيران.

وأضاف الباحث أنه لا بد من التنويه لحالة الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه روسيا منذ عام 2014، إذ أعلنت هيئة الإحصاء الروسية عن ارتفاع نسبة عدد الفقراء إلى 15% مقارنة بـ 13% نهاية النصف الأول من العام الماضي 2014″.

أما عن أهداف روسيا العسكرية فتتلخص، وفقًا لكنعان، بحماية قاعدتها العسكرية في المتوسط وهي القاعدة الوحيدة على البحر الأبيض ولهذه القاعدة بعد استراتيجي كبير لأنها محطة التموين الوحيدة للأسطول الروسي في المتوسط وخارج روسيا، ولأنها كما وصفها الأميرال الروسي أيغور كاساتونوف “تمنح القوات الروسية الوصول السريع إلى البحر الأحمر والمحيط الأطلسي”.

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد