تنفّذ قبل 2022.. خطة تركية لتأسيس قطاع العملات الرقمية
تعتزم تركيا تعزيز قطاع العملات الرقمية (مثل بيتكوين) قبل نهاية عام 2021، وذلك في إطار حزمة الإصلاح الاقتصادي، التي أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ووفقًا للمعلومات التي أوردتها وكالة “الأناضول” شبه الرسمية، الأربعاء 7 من نيسان، فإن الدراسات الخاصة بإنشاء البنية التحتية الاقتصادية والتكنولوجية والقانونية للنقود الرقمية ستنفذها المؤسسات المسؤولة، بما في ذلك “البنك المركزي لجمهورية تركيا” ومكتب المالية الرئاسي، موضحة أن الجدول الزمني لتنفيذها حتى نهاية العام الحالي.
مدير مركز تطبيقات أبحاث نظام العملات الرقمية المشفرة المعروفة باسم “Blockchain”، بجامعة “باهتشة شهير” في اسطنبول، بورا إردامار، قال للوكالة، إن “مشروع النقود الرقمية بالغ الأهمية للاستقرار المالي والحرية المالية لبلدنا”.
من جانبه، أكد المحاضر المساعد بكلية الأعمال المالية والمصرفية بجامعة “اسطنبول للتجارة” الدكتور أيبن كوي لوكالة “الأناضول”، أن مشاريع العملة الرقمية للبنك المركزي القائمة على “Blockchain” قد اكتسبت زخمًا في السنوات القليلة الماضية.
وتابع كوي، “بينما كانت القيود المفروضة على العملات المشفرة في المقدمة بالماضي، نرى اليوم أن عملات البنوك المركزية التي تستخدم ذات التكنولوجيا يتم توقعها بسرعة من قبل الاقتصادات المتقدمة والنامية”.
وأعلن أردوغان، في 12 من آذار الماضي، حزمة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية، مشيرًا إلى أنها ستركز على مجالات المالية العامة، والتضخم، وقطاع التمويل وعجز الحساب الجاري، والتوظيف، في إطار استقرار الاقتصاد الكلي.
العملات الرقمية.. حوت السوق العصري
وبلغت القيمة السوقية للعملات الرقمية، في 6 من نيسان الحالي، مستوى مرتفعًا بواقع نحو 2.027 تريليون دولار أمريكي (مليون مليار)، وفق مؤشرات موقع “CoinGecko” لتتبع البيانات والأسواق، ما يجعلها منافسة لكبرى شركات العالم مثل “آبل” و”أرامكو” و”أمازون”.
ويبلغ سعر عملة “بيتكوين” الرقمية اليوم، الخميس، أكثر من 57 ألف دولار أمريكي، بحسب موقع “Coinmarketcap“.
ويأتي هذا الارتفاع بعد أشهر من صعود القيمة السوقية للعملات الرقمية الأخرى، لتبلغ نحو تريليون دولار منذ مطلع عام 2021.
وتشهد العملات الرقمية إقبالًا من المؤسسات الاستثمارية، والمستثمرين الأفراد، خاصة بعد المكاسب المالية التي سجلتها خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويجري بنك اليابان استعدادات لبدء التجارب على العملة الرقمية للبنك المركزي “CBDC” في بداية السنة المالية 2021، لاختبار الجدوى الفنية للوظائف والميزات الأساسية المطلوبة للعملة الرقمية للبنك.
ويخطط البنك، بحسب بيان نشره في 5 من نيسان الحالي، لتطوير بيئة اختبار لنظام العملة الرقمية للبنك المركزي، وإجراء تجارب على الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية في عملات البنوك المركزية كوسيلة للدفع، مثل الإصدار والتوزيع والاستيراد.
ومن المقرر أن يتبع البنك هذه الخطة لمدة عام واحد، حتى آذار 2022.
واستطاعت عملة “بيتكوين” خلال الأشهر القليلة الماضية جذب شركات كبرى للدخول برأس مال ضخم في سوق العملة الرقمية.
“تيسلا” و”ماستر كارد”
وشهدت “بيتكوين” كبرى قفزاتها بعدما أعلنت شركة “ماستر كارد”، في 10 من شباط الماضي، أنها ستدعم “عملات رقمية محددة” مباشرة على شبكتها في وقت لاحق من العام الحالي.
وكتب نائب الرئيس التنفيذي في “ماستر كارد”، راج دامودهاران، في منشور نقلته شبكة “CNN” الأمريكية، “فلسفتنا بشأن العملات المشفرة واضحة، إنها تتعلق بالاختيار (…) ماستر كارد ليست هنا لتوصيك بالبدء في استخدام العملات المشفرة، لكننا هنا لتمكين العملاء والتجار والشركات من نقل القيمة الرقمية، التقليدية أو المشفرة، كيفما يريدون”.
وقالت الشركة، إن هذا التغيير “سيسمح للعديد من التجار بقبول العملات المشفرة”، بالإضافة إلى “الحد من أوجه القصور، ما يسمح لكل من المستهلكين والتجار بتجنب الاضطرار إلى التحويل ذهابًا وإيابًا بين العملات المشفرة والتقليدية لإجراء عمليات شراء”.
وكذلك أعلنت شركة السيارات “Tesla”، في 8 من شباط الماضي، أنها اشترت عملة “بيتكوين” بقيمة 1.5 مليار دولار.
وفي ملف قدمته الشركة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، قالت إنها اشترت العملة الرقمية لمزيد من المرونة لتنويع وتعظيم عوائد نقودها.
وقالت “تيسلا” حينها، إنها ستبدأ بقبول المدفوعات بعملة “بيتكوين” مقابل منتجاتها ”وفقًا للقوانين المعمول بها، وفي البداية على أساس محدود”، وبذلك أصبحت “تيسلا” أول شركة كبيرة مصنعة للسيارات تتخذ هذه الخطوة.
وأوضح موقع قناة “CNBC” الأمريكية، أن هذا الإجراء سيمد “تيسلا” بسيولة من العملة المشفرة بمجرد أن تبدأ بقبولها للدفع.
وتوقعت الشركة قبول الدفع باستخدام “بيتكوين” لمنتجاتها في المدى القريب، “على قاعدة محدودة في بداية الأمر”.
أفعوانية “بيتكوين”.. صعود ونزول
في لقاء سابق مع عنب بلدي، قال حسام الحوراني الذي يعمل في مجال تبادل العملات الأجنبية “فوركس” (Forex) وتداول عملة “بيتكوين” منذ سنة ونصف في تركيا، إن العملة الرقمية تشهد ارتفاعًا وانخفاضًا، نتيجة “مقاومة” تؤدي إلى حالة التذبذب هذه، محذرًا من أن تداول العملة المذكورة “فيه مخاطرة كبيرة”.
وأوضح حسام أن آلية المقاومة تتأثر بالعرض والطلب في أسواق العملات، وسياسات الدول والأخبار الجيدة التي تتعلق بهذه العملة، التي تزيد بدورها من إقبال المستثمرين على تداولها.
على سبيل المثال، المستثمر الذي اشترى “بيتكوين”، وتضاعفت قيمتها 100% وبالتالي تضاعفت أرباحه بذات المقدار، سيسارع إلى البيع في القيمة الجديدة لكسب الأرباح، وهو ما يخلق مقاومة.
وتؤدي الحروب والأزمات إلى حالة من الذعر عند المستثمرين، تدفعهم للاحتفاظ بأموالهم وسحبها، وبالتالي التأثير سلبًا على قيمة العملات.
ولكن في الوقت عينه، يؤدي ازدياد التوجه العالمي في مجالات الحياة نحو الإنترنت، إلى اتجاه استثمارات عديدة لهذا النوع من العملات كبديل، لسهولة عملية نقلها.
لمحة عن “بيتكوين”؟
يمكن تعريف “بيتكوين” على أنها عملة رقمية تُستخدم وتُوزع إلكترونيًا، إذ يتم تداولها والمضاربة عليها إلكترونيًا، ولا تخضع لسيطرة مؤسسة أو شخص محدد.
يعود وجود عملة “بيتكوين” الافتراضية إلى عام 2009، عندما اخترعها شخص أو مجموعة أشخاص، سُمّوا افتراضيًا “ساتوشي ناكاموتو”.
وفي 10 من كانون الأول 2017، دخلت عملة “بيتكوين” الافتراضية التداولات الرسمية للبورصة لأول مرة.
وسجلت هذه العملة قبل ذلك أعلى مستوى تاريخي لها بقيمة 19.7 ألف دولار للوحدة بنهاية 2017، لتبدأ بعدها رحلة هبوط حادة وصلت إلى 3500 دولار مطلع عام 2019.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :