أكد الاتحاد الأوروبي في زيارته إلى تركيا اليوم، الثلاثاء 6 من نيسان، ضرورة تحسين العلاقات مع أنقرة، كما بحث معها سبل التعاون الاقتصادي والأمني، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية الشبه الرسمية.
واجتمعت كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مركز الاتحاد الأوروبي بتركيا.
وأكد ميشيل خلال الاجتماع أن أوروبا مستعدة لتقديم أجندة ملموسة، فيما يخص موضوع الهجرة والترابط بين الشعوب، إضافة إلى توطيد التعاون الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.
وقال إن “المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي ذات منفعة متبادلة وعلاقات إيجابية مع تركيا والأمن والاستقرار في شرق البحر المتوسط”.
إنعاش العلاقات وتحديث الاتحاد الجمركي
في تعليق على لقائها بالرئيس التركي، قالت فون دير لاين، “أظهرت تركيا بالفعل أنها تريد إقامة علاقة مرة أخرى بطريقة بناءة، لذلك وصلنا إلى إضافة زخم لعلاقاتنا مع تركيا. ناقشنا التعاون في المجالات التي من شأنها أن تقدم فوائد لكلا الجانبين”، وفق تعبيرها.
وأوضحت أنها ناقشت في محادثتها مع أردوغان أربع نقاط من شأنها توفير الفائدة لكلا الجانبين، لافتة إلى ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية.
وتابعت، “الاتحاد الجمركي التركي يعد شريكًا قيمًا له أهمية حيوية. سنعمل على تنفيذ تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي”، مشيرة إلى أن ذلك سيجري من خلال تناول التحديات التي تقف في وجه تطبيقه.
عروض وعصا أوروبية
وأمس، الاثنين، أفاد مسؤول في الاتحاد الأوروبي لوكالة “فرانس برس”، بأن ما يمكن لبروكسل تقديمه في إطار الحوارات المرتقبة، تحديث الاتحاد الجمركي، وتحرير قواعد التأشيرات، والمزيد من الأموال للاجئين السوريين، فضلًا عن استئناف الحوارات الرفيعة المستوى حول مواضيع من الأمن إلى الصحة.
واستدرك أن هذه العروض ستكون ضمن خطوات “مرحلية ومتناسبة وقابلة للتراجع”، محذرًا من إمكانية فرض عقوبات “مؤلمة” على أنقرة إذا تراجعت.
وتابع في السياق، “إذا لم يظهر أردوغان أنه متعاون، فسيتم حظر كل شيء”.
إقناع صعب
“لن يكون إقناع الزعيم التركي بقبول الشروط سهلًا، وقد ضغط بالفعل على الاتحاد الأوروبي للتحرك بشكل أسرع نحو نتائج ملموسة”، بحسب ما قاله دبلوماسيون للوكالة أمس.
ويرى الدبلوماسيون أن أردوغان أصبح أكثر مرونة في مواجهة المشكلات الاقتصادية بالداخل، ولا سيما في ظل الموقف المتشدد لواشنطن بعد خروج حليفه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من البيت الأبيض.
وشهد الاتحاد الأوروبي انقسامًا في آراء أعضائه حول كيفية التعامل مع تركيا، فالطرف الأول المتمثل بكل من قبرص اليونانية واليونان وفرنسا دعا إلى اتخاذ موقف متشدد من أنقرة، بينما حث الطرف الثاني الذي تقوده ألمانيا (القوة الاقتصادية الأوروبية)، على مزيد من المشاركة.
وبدأت أنقرة محادثات رسمية للانضمام إلى التكتل عام 2005، لكن هذه العملية تجمدت مع الخلافات الناشبة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
من جهته، أصر منسق السياسة الخارجية للكتلة، جوزيب بوريل، على أن العرض الأخير للتعاون من قادة الكتلة، “يمكن أن يكون فصلًا جديدًا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا” بعد تدهورها في 2020.
وكتب، “لا يزال الوضع هشًا، لكن الاتحاد الأوروبي يرحب بهذه التطورات والإيماءات القادمة من جانب تركيا، ورد بمد يده”.
–