نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، تفاصيل توضح تنفيذ الجيش الإسرائيلي مداهمة في مواقع داخل المنطقة العازلة على الحدود بين الجولان وسوريا، لتفجير موقع لقوات النظام السوري، قالت الصحيفة إنه بني بشكل مخالف للاتفاقيات، في تموز 2020.
وبحسب تقرير الصحيفة، المنشور في 4 من نيسان الحالي، فإن رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيلي وافقا على العملية.
ويقع الموقع المستهدف في المناطق العازلة على الحدود، التي تخضع لاتفاقية منذ عام 1974، وتحظر أي عمل عسكري فيها.
وقبل حوالي عامين من الاستهداف، بدأت قوات النظام السوري ببناء سلسلة من المواقع العسكرية على مسافة صغيرة نسبيًا من حدود الجولان وسوريا، الأمر الذي اعتبره الجيش الإسرائيلي يعرض المقاتلين والمدنيين للخطر.
ووفقًا للتقرير، فقد لجأ الجيش الإسرائيلي إلى مخاطبة النظام عبر الأمم المتحدة، مطالبًا بتفكيك المواقع، لكن النظام السوري تجاهل هذه المطالب، ما اضطر الجيش الإسرائيلي بعد أربعة أشهر من بناء المواقع إلى اتخاذ قرار بشن غارة غير عادية عليها، بهدف إرسال رسالة للنظام.
وأكد التقرير أن الموقع المستهدف كان يمكن أن يقصف بغارة جوية، إلا أن الجيش الإسرائيلي قرر إرسال قوة برية بهدف إيصال الرسالة بوضوح.
كيف نُفذت العملية
يكلّف الجيش الإسرائيلي عادة الوحدات الخاصة بتنفيذ مثل هذه المهمات، إلا أن من نفذ هذه العملية هم مقاتلو المشاة (الكتيبة الـ12 من لواء جولاني)، وذكر التقرير أن سبب اختيارهم يعود إلى قدراتهم العملياتية من جهة، وتدربيهم على الجاهزية في حال حدوث حرب مستقبلية من جهة أخرى.
وقال قائد الفصيل الذي قام بالغارة، الملازم إلداد جايجر، إنهم تلقوا الإذن النهائي بالانطلاق قبل الساعة السابعة بقليل، فتقدّم الفصيل عبر 18 مقاتلًا نحو السياج، وتحركوا نحو الهدف الذي كان على بعد 1200 متر من الحدود.
وكانت قوات إضافية أرضية وجوية على الجانب الإسرائيلي مستعدة من خلفهم لأي طارئ قد يحدث.
وتابع جايجر أن المقاتلين وصلوا إلى الهدف في وقت متأخر من الليل، “وتصرفوا كما لو كان الهدف مأهولًا، رغم أنه وفقًا للاستخبارات لم يكن هناك مقاتلون فيه”.
دفن المقاتلون بعد ذلك ألغامًا في المقر، وفجروه على مسافة آمنة، وبعد أن أضاءت السماء بانفجار مدوٍ، عاد المقاتلون بسرعة إلى الحدود، بحسب جايجر.
الرسالة وصلت
أوضح المقدم ليرون أبلمان، في فرقة “باشان” الإسرائيلية، أن هذه العملية ليست الوحيدة من هذا النوع لمواقع كهذه.
وأضاف أبلمان أن الرسالة الرادعة نجحت، ولن يعاد بناء مواقع كهذه، مبررًا تحرك الجيش الإسرائيلي بأنه “كان من المهم جدًا بالنسبة لنا نقل رسالة مفادها أننا لن نسمح بمثل هذا الشيء، وبالنسبة لنا إذا انتهكوا سيادتنا، فسوف يُقتلوا ولن يمروا”.
وشهد شهر تمور 2020 استنفارًا عسكريًا إسرائيليًا، بعد قصف إسرائيل مواقع تابعة لقوات النظام السوري في القنيطرة، في 24 من الشهر نفسه، وأجرى الطيران الإسرائيلي “تحليقًا مكثفًا” على طول الشريط الحدودي مع سوريا في الجولان المحتل.
واستولت إسرائيل على مرتفعات الجولان التابعة لسوريا في حرب 1967، ونقلت بعدها مستوطنين إلى المنطقة ثم أعلنت ضمها إليها في 1981، في إجراء لم يلقَ اعترافًا دوليًا.
ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1973.
وتعهدت الشرطة الروسية، بعد اتفاق الجنوب السوري، في أيار 2020، بمرافقة قوات الأمم المتحدة “يونيفيل”، وحماية الشريط الحدودي في منطقة فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا، في خطوة لتطمين الجانب الإسرائيلي.
ولا تعلن إسرائيل عادة عن هجماتها، لكن الجيش الإسرائيلي تحدث في تقريره السنوي عن تنفيذ 50 ضربة جوية في 2020، دون تحديد الأماكن المستهدفة.
–