جريدة عنب بلدي – العدد 42- الاحد – 9-12-2012
أسست في سوريا منذ بداية الثورة مجموعات مهنية تهدف إلى خدمة الثورة والحراك الثوري داخل سوريا في عدة مجالات (طبية، إغاثية، تقنية…. هندسية). إذ قام عدد من المهندسين السوريين المغتربين في شهر آذار/مارس من العام الحالي بتأسيس (منظمة إعادة الإعمار) المنبثقة عن تنسيقية المغتربين السوريّين والعاملة تحت جناحها، وانضم لها لاحقًا عدد جيد من مهندسي الداخل.
م. أسامة نعناع – رئيس منظمة اعادة اعمار سوريا / خاص عنب بلدي
أسست هذه المنظمة كهيئة هندسية بحتة، لا يوجد لها أي توجه سياسي، ديني، مناطقي… الخ، فكل المهندسين العاملين فيها -ويصل عددهم إلى ما يزيد عن 150 مهندس ومهندسة- ومن كافة المناطق والمدن والقرى السورية هدفهم بناء وإعادة إعمار سوريا، وخدمة السوريين.
الاهداف والرؤى
وضعت هذه المنظمة أهدافها وخطتها منذ التأسيس حيث قسمت عملها لقسمين رئيسين:
1- في المنظور القريب:
مرحلة راهنة تكمن في توثيق المنازل والدور والمرافق المتضررة وإعادة ترميمها -إن أمكن- وإعادة المهجرين قسرًا، إلى منازلهم، مما يخفف من عبء العمل الإغاثي ويخلق فرصًا للعمل، خصوصًا أن نسبة البطالة في سوريا وصلت إلى حدود عالية (لا يوجد رقم دقيق لنسبة العطالة عن العمل في سوريا)
2- في المنظور البعيد:
تبدأ هذه المرحلة عند استقرار الوضع الأمني وانتهاء العمليات العسكرية في البلاد، وتكمن في إعادة تخطيط وتصميم ومن ثم تأهيل كافة المناطق المدمرة في سوريا، بالإضافة إلى إعادة إعمار البلد من حيث البنى التحتية والمرافق العامة، إذ تعد سوريا من البلدان المتأخرة في موضوع البنى التحتية والخدمات العامة
حقائق وارقام
حققت المنظمة عدة إنجازات في مناطق عدة على الأراضي السوريّة، وكان عمل المهندسين على الأرض لا يخلو من المخاطر والتهديد الأمني وأحيانًا الاستشهاد، (كما حصل مع الشهيد حازم بطيخ الذي اعتقل في طريق عودته من عملية توثيق في بلدة الأتارب، ليوجد بعدها مقتولًا).
من هذه المناطق نذكر الأمثلة التالية:
حلب: قامت المنظمة بالتعاون مع مهندسين وهيئات هندسية داخل مدينة حلب بتأسيس مكتب إعادة إعمار مدينة حلب، وانطلق العمل بتوثيق عدة أحياء داخل المدينة، منها بستان القصر والسكري وصلاح الدين.
الريف الحلبي: أسست أيضًا عدة مكاتب في كل قرية ومدينة في الريف الحلبي، استطعنا الوصول إليها، ونذكر منها:
بلدة حريتان: حيث أسس مكتب لإعادة الإعمار في هذه البلدة، وقام هذا المكتب بتوثيق كافة الأضرار الناتجة عن الأعمال العسكرية والتي بلغ عددها ما يزيد عن 200 منزل متضرر بنسب متفاوتة بين مهدم بالكامل ومهدم جزئيًا وأضرار طفيفة، إذ بلغت التكلفة التقديرية لإعادة إعمار وترميم هذه الأضرار حوالي الخمسين مليون ليرة سورية.
بلدة تل رفعت: تم تأسيس مكتب لإعادة الإعمار في هذه البلدة أيضًا، وقام هذا المكتب بتوثيق الأضرار وبلغت الدور والمنازل المتضررة ما يزيد عن 100 منزل متضرر بتكلفة تقديرية بلغت 30 مليون ليرة سورية.
إدلب/ تفتناز: قام مكتب إعادة الإعمار في تفتناز بتوثيق كامل الأضرار الواقعة في البلدة والتي كانت نسبة الدمار والأضرار فيها مرتفعة جدًا، إذ بلغت عدد الدور والأبنية المتضررة ما يزيد عن 400 مبنى ما بين منازل ومرافق عامة ومحال تجارية، وتجاوزت التكلفة التقديرية المائة مليون ليرة سورية.
وكذلك لا يزال التوثيق جاريًا في سراقب وكفرنبل التابعتين لمحافظة ادلب. بالإضافة إلى ريف دمشق وحماة.
ولابد لنا هنا من ذكر تجربة داريا في إعادة الإعمار، إذ استطاع مكتب إعادة إعمار داريا ترميم ما يزيد عن 200 منزل ومحل تجاري متضرر بتجربة رائدة سنتحدث عنها لاحقًا.
«نناشد أهلنا في حمص ودير الزور -كون هاتين المدينتين تعرضتا لتدمير كبير- للتعاون مع مهندسينا في الداخل لنتمكن من توثيق الأضرار وتقدير التكاليف وبالتالي المساعدة في ترميم وإعادة إعمار الأضرار.
يتبع العدد القادم …..