انتشر عناصر من الأفرع الأمنية وحفظ النظام بالقرب من الكنائس الموجودة في أحياء العزيزية وساحة الحطب والسليمانية ومحطة بغداد في مدينة حلب اليوم، الأحد 4 من نيسان، بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح حسب التقويم الغربي، والذي يشمل طوائف الأرمن البروتستانت.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المدينة أن عناصر الأفرع الأمنية انتشروا لأول مرة قرب كنيسة “القديس فرحات” وكنيسة اللاتين للأرمن في حي الميدان، وكان هناك تدقيق على المارة والمدنيين الذين يقتربون من الكنائس أو يسيرون أمامها.
وجرى تحويل السير بعد قطع طريق المنشية القديمة في منطقة العزيزية، تحسبًا لوقوع أحداث أمنية في المنطقة التي تضم كارتداتية “أم المعونات”.
كما طلب العناصر من السيارات عدم الوقوف قرب الكنائس، وأزيلت السيارات التي تقف ضمن الطوابير وتنتظر دورها على محطات البنزين في المنطقة.
وقال عنصر في “المخابرات الجوية”، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، لعنب بلدي، إن التعليمات جاءت بالانتشار قرب الكنائس ومنع أي شخص أن يركن سيارته قربها، وكذلك توقيف الأشخاص المشبوهين الذين يمرون من جانبها.
وأضاف عنصر “المخابرات الجوية” أن هناك معلومات تشير لإمكانية حدوث هجمات خلال الاحتفالات، وحتى خلال فترة عيد الفصح، التي بدأت اليوم وتستمر يومين.
لا هجمات سابقة
استغرب رزق الله، أحد سكان حي السليمانية في حلب، من وجود عناصر الأفرع الأمنية وطريقة التعامل مع المدنيين المارين من جانب الكنائس، حسبما قال لعنب بلدي، “نحن نحتفل كل عام، وتكون الإجراءات اللازمة طبيعية، ولم يحدث أن تعرضت الكنائس لهجمات أو حتى سرقات”.
وأضاف رزق الله أن تلك الإجراءات أثارت مخاوف المحتفلين بعيد الفصح، فـ”وجود الأمن يدل على أن شيئًا مفتعلًا من الممكن أن يحدث، لكن حتى الآن الوضع طبيعي وانتهينا من الصلوات والقداديس وتبادلنا التهنئة والحلوى”.
جوزيف اعتبر بدوره أن تواجد الأمن “ليس جيدًا”، مشيرًا إلى جيرة المسلمين والمسيحيين في مدينة حلب التي لم تشهد مضايقات سابقة.
وأضاف، “حتى خلال وجود المعارضة المسلحة في حي بستان الباشا لم نتعرض لمضايقات منهم، وكان لهم وجود في جبل السيدة على أطراف حي الشيخ مقصود ولم يكن هناك أي مشاكل أو تهديد من قبلهم لأحد”.
وبدأت احتفالات أبناء الطائفة الأرمنية للبروتستانت والطوائف الأخرى بعيد الفصح حسب التقويم الغربي، منذ ليلة أمس التي صادفت “الجمعة العظيمة”، وكان هناك انتشار أمني مكثف في عدة أحياء وسط محافظة حلب.
وتتنوع في سوريا الأديان والطوائف والأعراق، وعمل النظام السوري، منذ عام 2011، على تخويف الأقليات من المحتجين والمطالبين بإسقاط النظام، الذين وصفهم بـ”الإرهاب”، للحفاظ على “شرعيته” وتأييده، رغم أنه لم يستثن أي مجموعة من الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبها خلال الأعوام العشرة الماضية.