حذر عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس “كورونا المستجد”(كوفيد-19) في دمشق، الدكتور نبوغ العوا، من اشتداد الموجة الثالثة من الجائحة في العاصمة، وسط حديث عن أن الكثير من الحالات القادمة إلى مشفى المواساة تتوفى بسبب ضعف الإمكانات.
وقال العوا في مقابلة مع إذاعة “شام إف إم”، اليوم الأحد 4 من نيسان، “ما يحصل حاليًا أسوأ من مرحلة الصيف أو مرحلة الذروة الأولى في تموز”، مشيرًا إلى أن العلاج الذي يحتوي أدوية المضادات الحيوية “الآزترومايسين”، أصبح غير مفيد جدًا.
وأضاف، “نلجأ لأدوية أقوى وخصوصًا الكورتيزون ومميعات الدم وذلك لأن الطفرة الثالثة لها ولع بتخثير الدم”، وفق حديثه.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت، عدم جدوى إعطاء المضادات الحيوية للقضاء على الفيروسات، موضحةً أن هذه المضادات تقضي على الجراثيم فقط.
وأضافت أنه يمكن أن تمنح المشافي المضادات الحيوية لحالات “كورونا”، وذلك لاحتمالية الإصابة بعدوى جرثومية مصاحبة.
أعراض أساسية قد لا تظهر
وأفاد الدكتور العوا أن المصابين المتوافدين إلى المشافي، يتشاركون الأعراض، التي تتركز في الجهاز الهضمي.
أعراض الإصابة السائدة بالموجة الثالثة تبدأ بألم معدي أو معوي وحالات إقياء وإسهال، ومن دون حرارة أحيانًا، وتتطور للأعراض المعروفة كفقدان الشم والتذوق، بحسب العوا.
وأشار إلى ارتفاع وتيرة العدوى بين طلاب ومعلمي المدارس والجامعات، وقال إن “إعلان إغلاق المدارس تأخر قليلًا لكنه جيد”.
أنين وسط العجز
وفي 2 من نيسان الحالي، نشرت وكالة “فرنس برس”، صورًا من داخل مشفى “المواساة” بمنطقة المزة في دمشق.
وأفادت الوكالة، بأن سيدة عجوز كانت تئن في قسم الطوارئ بـ “المواساة” بعد أن أنهكتها إصابتها بـ”كورونا”، وهي تنتظر خلو سرير في قسم العناية المركزة.
داخل قسم الطوارئ في أحد أكبر مستشفيات #دمشق، تئن سيدة عجوز أنهكها فيروس #كورونا بينما تنتظر خلو سرير في قسم العناية المركزة، وسط ضغط غير مسبوق تشهده مشافي العاصمة السورية مع ازدياد تدفّق المصابين في الفترة الأخيرة.https://t.co/0lB75D0TUY #فرانس_برس
✍️ @Maher_mon pic.twitter.com/KaC5e6mkCP
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) April 2, 2021
وقالت طبيبة في المشفى ضمن تقرير لوكالة “فرانس برس”، “كتير في ناس عم يتخرجوا على العناية المشددة، وفي حالات عم تجي لهون تعبانة كتير وعم تتوفى أمامنا، ولا نستطيع فعل شيء لها”، مشيرةً إلى عدم وجود منافس أكسجين، وأماكن العناية.
📹 قوائم انتظار وأقسام عناية مركزة مكتظة بمصابي #كورونا في مستشفيات #دمشق #فرانس_برس pic.twitter.com/3jMwiSOdMM
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) April 2, 2021
وتسجل سوريا إصابة نحو 19300 شخص بالفيروس التاجي، ووفاة نحو 1300 آخرين، وذلك وفق موقع الإحصاء “وورلدوميتر” العالمي، والذي يعتمد في إحصائياته على التصريحات الصادرة عن وزارات الصحة في الدول.
درجة مقاومة الموجة الثالثة
وفيما يتعلق بطرق العدوى، فإن بقاء الفيروس على الأسطح لم يعد كما السابق، بحسب نبوغ العوا، الذي استند في ذلك إلى تقارير منظمة الصحة العالمية، ومفادها، أن الطفرة الأولى قيل إنها تبقى عدة ساعات، وفي الطفرة الثانية أعلنت أنه لا يبقى أكثر من بضع دقائق أو ساعة بالأكثر”، وهو ما يعني تراجع مقاومة الفيروس للعوامل المحيطة مع الوقت.
وأكد أن آلية العدوى حتمًا تكون عبر الرذاذ والهواء المباشر الناتج عن العطس أو السعال أو الكلام عن قرب، إذ ينتقل المرض من البلعوم الأنفي والفم إلى إنسان آخر.
تعليق التعليم
وابتداءً من اليوم الأحد ولغاية 17 من نيسان، تعلق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة النظام الدوام في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد، بحسب ما نشرته عبر موقعها الرسمي.
وأمس السبت 3 من نيسان، أجلت الوزارة الامتحانات المقررة خلال فترة تعليق الدوام إلى موعد آخر يُحدد لاحقًا.
بينما قال وزير التعليم العالي، بسام إبراهيم، إن قرار تعليق الدوام في الجامعات جاء بعد دراسة الوضع من جميع الجوانب.
وأضاف أنه سيعوض الفاقد الدراسي من خلال تمديد الفصل الدراسي لمدة أسبوعين.
كما علقت وزارة النقل السورية دوام الدورات في “المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري،” والدراسة في “الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري”، والمعاهد البحرية الخاصة، والمعهد التقاني للخطوط الحديدية السورية بحلب، اعتبارًا من تاريخه ولغاية 17 من نيسان، على أن تستمر الامتحانات المقررة في مواعيدها.
وأوضحت الوزارة أن التعليمات الصادرة عن وزارة التربية تنطبق على ثانويتي النقل البحري في اللاذقية وطرطوس بخصوص الدوام المدرسي، وتبقى الامتحانات العملية والنظرية في مواعيدها المحددة.
وسبق ذلك في الأمس، إنهاء وزارة التربية في حكومة النظام السوري دوام مرحلة رياض الأطفال وصفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول حتى الرابع الأساسي اعتبارًا من اليوم الأحد.
وبحسب بيان صادر عن الوزارة، تُعتمد نتائج الفصل الدراسي الأول مع أعمال الفصل الدراسي الثاني من مذاكرات ودرجات “الشفهي” معيارًا للنجاح أو الرسوب.
وعلقت الوزارة دوام صفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الخامس حتى الثامن الأساسي اعتبارًا من 5 من نيسان، على أن تجرى امتحاناتهم خلال الفترة من 25 حتى 29 من نيسان الحالي.