عروة قنواتي
انتهت فترة التوقف الدولي بما حملت من تصفيات عبر القارات، ومباريات ودية دولية أعطت الأندية وعشاقها قسطًا من الراحة ومتنفسًا مقبولًا، إذ إن الفترة المقبلة ستكون لجولات الحسم في الدوريات والمسابقات الأوروبية.
لكن “قسط الراحة والمتنفس” لتجميع الأوراق مجددًا، كان ثمنه باهظًا لدى بعض الأندية كما هو متوقع، وخصوصًا في زحمة الجدول الكروي للموسم الحالي.
فأضرار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) لم تكن فقط بانتشار الفيروس، وخلو المدرجات ونقل المباريات واختصار الرحلات والمعسكرات، أبدًا!
تعدت الأضرار حدود الزحام وتكديس الاستحقاقات إلى تعب اللاعبين وإصاباتهم نتيجة قلة الراحة وكثرة المنافسات، وها هي فترة التوقف الدولي والتصفيات تفضي إلى إصابة البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ في الوقت الصعب، ومن المحتمل غيابه عن الفريق في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا وبعض جولات الدوري الألماني.
نجولو كانتي لاعب نادي تشيلسي أيضًا تعرض للإصابة في معسكر المنتخب الفرنسي ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر.
النادي الملكي ريال مدريد، وكيف تمر الإصابات دون الفريق الأبيض وأزماته؟! الألماني توني كروس يغادر معسكر منتخب بلاده ويعود للعلاج، القائد الإسباني سيرجيو راموس أُصيب مع المنتخب وتأكد غيابه عن الكلاسيكو في 10 من نيسان الحالي، وعن مواجهة ليفربول في الدور الربع النهائي من دوري الأبطال.
بالإضافة إلى إصابة خفيفة في الظهر طالت تيبو كورتوا حارس مرمى الملكي خلال مشاركته مع منتخب بلجيكا في التصفيات الأوروبية.
في نادي يوفنتوس أيضًا، ورطة تواجه المدرب أندريا بيرلو مع عودة منافسات الدوري الإيطالي، مع غياب اثنين من ركائز الفريق الدفاعية، هما ديميرال وبونوتشي جراء الإصابة بـ”كورونا”، ما يجعل أوراق اليوفي في خطر، وخصوصًا مع احتدام الصراع على المراكز الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في العام المقبل، وموقف اليوفي صعب على سلم الترتيب.
هذه الإصابات لن تمر مرور الكرام على الأندية الكبرى، وخصوصًا في الاستحقاقات القريبة، فبينما يستعد باريس سان جيرمان لاستعادة جهود البرازيلي نيمار إلى جانب الفرنسي امبابي في لقاء بايرن ميونيخ، يخسر الأخير قلب هجومه وماكينة أهدافه الحقيقية في العامين الماضيين وحتى في الموسم الحالي، روبرت ليفاندوفسكي. وعلى السيد هانز فليك أن يوجد البدائل الضرورية لتعويض غياب ليفا على اعتبار أن إقصائيات البطولة الأوروبية تعنى بالتفاصيل البسيطة، والتي قد ترجح كفة فريق على الآخر وتقلب المشهد رأسًا على عقب.
وبينما استجمع الفرنسي زيدان، مدرب ريال مدريد، حركة الفريق الأبيض بتجاوز أتلانتا الإيطالي وبعض النتائج المميزة في الدوري، يعود ليكون أسير الإصابات وأمام مَن وخلال أي فترة زمنية؟ خلال عشرة أيام سيقابل ليفربول ذهابًا وإيابًا وبرشلونة في كلاسيكو الدوري، لحسم الخطوات الأخيرة نحو اللقب والصراع مع المتصدر. راموس وكروس وكارفخال ومارسيلو وهازارد خارج حسابات زيدان للإصابة، يعني بأن كريم بنزيما سيقود الريال في حق الألغام، ما يجعل الأمور أسهل افتراضيًا ونظريًا أمام البارسا والريدز خلال مقابلة الفريق المتعب والمثخن بجراح الإصابات.
ومع الموسيقى الإيطالية المرافقة لحال السيدة العجوز والأداء المتقلب للفريق دون إصابات قبل عدة جولات، لا تبدو حال زملاء رونالدو البرتغالي جيدة مع غياب الثقل الدفاعي بالمباريات المهمة المقبلة، واليوفي يحتاج إلى كل نقطة لتثبيت وجودة في دائرة الأربعة الكبار مع ابتعاده بفارق ثماني نقاط عن المتصدر إنتر ميلان الذي يملك مباراة مؤجلة كما اليوفي.
كوارث “كورونا” وضغط المسابقات والمباريات مستمر في الموسم الحالي، ما ينذر بتغيير خريطة المنافسة على الألقاب أوروبيًا، وحتى في بطولات الصيف الدولية لن تكون المنتخبات في مأمن من هذا المصير المحزن.