خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
صناعة الأساتذة
{كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ◌ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} (14سورة الصف، 14)
لقد رفضوا حرفية الدعوة وأعادوا الأمور إلى نصابها فقالوا: «نحن أنصار الله» بدلاً من «أنصارك إلى الله» حتى لو كانت خارجة من فم معلّمهم المسيح، وتلك نقطة تُسجّل للمسيح إذ صنع من التلامذة أساتذة!
لا شماتة بالأموات
{قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} (سورة هود، 44)
صيغة فيها من النهي والاستنكار، فلقد قُضي الأمر ولا شماتة بالأموات أو بالأجساد!!!
المقاومة المدنية
المقاومة المدنية لا تركّز على نقاط ضعف الخصم بمقدار تركيزها على نقاط ضعفنا نحن وقوتنا، لأننا نؤمن أن النصر رهين بتوفر البديل لا بقوة أو ضعف الخصم. لا وجود للباطل، الباطل هو غياب الحق وبمجرّد حضوره يموت الباطل موتًا طبيعيًا {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (سورة الأنبياء، 18)
حقٌّ يخدم باطل!
كان يُلّوح بالقرآن وهو ينطق كلمات حق تخدم باطلاً، عاد المشهد بسرعة للوراء، نفس القرآن يُلّوح به لكن هذه المرة على رؤوس الرماح في صِفّين، ثمّ غاب المشهد مرة أخرى وظهر حشد غفير تولّوا بعد أن ابيضّت أعينهم من الحزن الكظيم، صوت خافت أليم أقضّ مضجعي.. واأسفاه …وا أسفاه …لقد كان يعقوب!!! {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (سورة يوسف، 84)
أسرى الماضي
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سورة البقرة 134)
شاهدة قبر تنعي الذين يخوضون معارك التاريخ في الحاضر ويقدّمون إنسان اليوم قرباناً لرفاة الراحلين!!