سطو مسلح وإفراج عن سجناء.. “كذبات نيسان” خرجت عن السيطرة

camera iconصورة تعبيرية لامرأة تتلقى خبر سيء عبر الهاتف (stockadobe)

tag icon ع ع ع

الكثيرون حول العالم لا يفوتون اليوم الأول من شهر نيسان في كل عام، من دون خداع أصدقائهم وأقاربهم بأخبار كاذبة يثيرون فيها غيظهم ثم بهجتهم بعد الإفصاح عن حقيقتها، مستغلين مناسبة “كذبة نيسان”، لكن هذه المزحات لم تمر في كل المرات على ما يرام إذ تحول بعضها إلى كوارث حقيقية.

ظاهرة من دون اعتراف دولي

رغم انتشارها القوي، فلم تحظ “كذبة نيسان” بأي اعتراف يعتبرها عيدًا رسميًا في أي دولة.

وتضاربت آراء المؤرخين عن أصل أو بداية “كذبة نيسان”، فمنهم من ذهب إلى أنها ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي، إبان حكم شارل التاسع، في فرنسا، حين وضع تقويمًا معدلًا تبدأ فيه السنة في 1 من نيسان، بدلًا من كانون الثاني، وصارت احتفالات أعياد الميلاد في فرنسا تنطلق، في 21 من آذار من كل عام.

واستمر الفرنسيون في احتفالات بداية السنة، في 1 من نيسان، حتى جاء البابا جريجوري الثالث عشر وأعاد الأمور إلى نصابها.

إلا أن البعض واصلوا الاحتفال برأس السنة في نيسان، فأطلق عليهم الناس تعليقات ساخرة، ومن هنا بدأت حكاية “الكذبة”.

وذهب مؤرخون آخرون إلى أن العادة كانت نشأتها في الهند، بالقرن الرابع عشر، وأصلها يعود إلى احتفال يقوم به الهندوس، في 31 من آذار، من كل عام، ومن ضمن طقوس الاحتفال يطلق البسطاء إشاعات من الباب اللهو والمزاح.

وتوجد العديد من الروايات حول أصل هذا اليوم، لا يمكن الجزم بأيها أكثر دقة.

ووفق ما رصدته وترجمته عنب بلدي، إليكم أغرب قصص حول “كذبة نيسان” تحولت إلى كوارث:

حقيقة بدت ككذبة

في عام 2002، أصيب عشرات المواطنين في مدينة كانسانس الأمريكية بحالة رعب، بسبب ما أعلنه مذيعو راديو المدينة باحتواء أنابيب المياه المحلية على مستويات عالية من أول أكسيد الهيدروجين، وقالوا حينها إن “الآثار الجانبية للمادة الكيميائية هذه تؤدي إلى التبول وتجعد الجلد”.

وبعد هذا الإعلان بدأ أهالي المدينة بالاتصال بإدارة المياه وخدمة الطوارئ، للاستفسار عما إذا كانت هذه الحادثة ناتجة عن هجوم إرهابي أم لا، وتلقت الشرطة حينها أكثر من 100 مكالمة.

ولكن المضحك في الإعلان أنه طبيعي وغير جديد أو كاذب، لأن أول أكسيد الهيدروجين (H2O)، هو الرمز الكيميائي للماء.

سطو مسلحين

في عام 2003، ظنت موظفة انضمت للعمل حديثًا (قبل أسبوعين) في محل للملابس بولاية أوهايو الأمريكية، أنه سيكون من المضحك أن تخدع رئيسها بعملية سطو مزيفة.

وتنفيذًا لهذه المزحة اتصلت الموظفة برئيسها، وأخبرته بأن المتجر يتعرض للسطو من رجلين مسلحين، ليتصل المدير بدوره بالشرطة على الفور.

بعد وصول دورية الشرطة المؤلفة من أربع سيارات استجابة، اتصلت الموظفة لتصرخ “كذبة أبريل!”، إلا أن الشرطة اتهمتها بـ “إثارة الذعر”، وخسرت عملها.

إخلاء سبيل السجناء

تبعات كذبة نيسان حصلت في رومانيا أيضًا، عندما أعلنت صحيفة “أوبينيا” أن السجناء من سجن “بايا ماري” سيطلق سراحهم في عام 2000.

هذا الخبر جعل 60 شخصًا يهمون برحلة طويلة إلى السجن بهدف ملاقاة معارفهم، ليكتشفوا أن الخبر غير صحيح، ونشرت الصحيفة اعتذارًا عن هذه الكذبة لاحقًا.

برغر يراعي العسراويين

وأعلنت شركة “برغر كينغ” في عام 1998 عن إنتاج برغر جديد مصمم للعملاء العسر (الذين يستخدمون اليد اليسرى)، وظهرت إعلانات على الصحف لتعزيز “البرغر الجديد”.

وقالت الشركة وقتها إن كل مكونات البرغر سيتم تدويرها بزاوية 180 درجة، بحيث ينحرف الجزء الأكبر من الشطيرة إلى اليسار حتى يناسب الشخص الأعسر عند تناوله الطعام.

مسابقة “تويوتا” تنتهي بالمحاكم

في الأول من نيسان 2002، قررت إدارة أحد مطاعم سلسلة “هوترز” بولاية فلوريدا الأمريكية، الانخراط في “كذبة نيسان”، إذ أجرت مسابقة شرب البيرة، لزبائنه وعامليه، يربح الفائز بشرب أكبر كمية بيرة بسيار “تويوتا” مجانية.

كان الفوز في المسابقة من نصيب إحدى نادلات المطعم، التي عصب المدير عينيها وأخذها إلى كراج السيارات، ليفاجئها بجائزة هي عبارة عن دمية “توي يودا”، وهي دمية بلاستيكية شهيرة من ألعاب “حرب النجوم”.

أغضبت المزحة النادلة الفائزة لترفع دعوى قضائية ضد المطعم وربحتها، ولم يكشف عن المبلغ الذي فازت به.

ووفقًا لمحاميها، كان المبلغ الذي ربحته في القضية كافيًا للدخول إلى أي تاجر سيارات و “اختيار أي نوع من سيارات تويوتا التي تريدها”.

تيتانيك المزيفة

في عام 2001، أخبر راديو “دي جي برايتون”، مستمعيه أن سفينة تشبه “تيتانيك” يمكن رؤيتها من المنحدرات في “بيتشي هيد”، شرقي ساسكس ببريطانيا، ليسارع المئات إلى هناك لإلقاء نظرة على السفينة المزعومة، وفق موقع “تيليغراف”.

وبسبب تدفق الزوار، حدث صدع بطول خمسة أقدام في مقدمة الجرف، انهار بعد يومين في البحر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة